أقلام حرة

انتماء

إن الشعب الأمريكي مزيج من أعراق مختلفة توافدت لتعمير العالم الجديد الذي كانت تسكنه أقليات من الهنود الحمر هم السكان الأصليون للقارة الأمريكية، ومع اختلاف الأعراق إلا أن أبناء الشعب الواحد هناك تربطهم المواطنة التي يجب أن تكون أساس العلاقات لدى شعوب لازالت تسيطر عليها مشاعر الكراهية التي غذتها الاختلافات العرقية.

نحن أبناء جيل نشأ في وطن ثنائي الثقافة، ترعرنا في كنف العروبة لكن على أرض أمازيغية يحكي تاريخها الكثير عن بطولات وتضحيات من أمازيغ ومعربين.

نحن من جيل ولد وترعرع على أرض أمازيغية قرأ عن تاريخها الكثير من أمثال ماسينيسا وديهيا الذين رافقونا في مشوارنا الدراسي.

نحن جيل بقدر ما درس عن تاريخه الأمازيغي بقدر ما درس اللغة العربية الفصحى وأحبها وعشق مكنوناتها ودرر من كتبوا بها ، حتى صرنا جيلا مزدوج الثقافة، جيل يعشق الأصل الأمازيغي بكل ما يحمله من صفات حرائره وأحراره من حب للأرض واستماتة في الدفاع عنها وحماس لخدمتها شأنه شأن المعرب ، ويعشق تلك اللغة العربية بما تحويه من ارث غني شكل قومية جعلت منا بلدا منظما للدورة الحادية والثلاثين لجامعة الدول العربية والتي تتزامن مع الذكرى الثمانية والستين لاندلاع الثورة الجزائرية المجيدة ، ولم تغب وزارة الثقافة والفنون الجزائرية عن هذين الحدثين المهمين بل لها الحضور البارز بما قدمته من اهتمام بالجانب الثقافي من افتتاح الصالون العربي للكتاب الذي سيستمر لغاية الرابع من شهر نوفمبر واحياء التراث المادي واللامادي والتعريف به وطنيا ودوليا عن طريق معرض ذي عنوان هادف " يزداد الأسلاف شبابا " الذي ينظمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون إضافة إلى معرض للخزف والنحاس للتعريف بالهوية الجزائرية المزدوجة وايمانا من القائمين عليها بأهمية الثقافة كعامل ربط ولم شمل وهو من أولويات القمة المنعقدة في نوفمبر القادم ، وكعامل حفاظ على التاريخ بارثه الروحي والمادي.

إن هذه الثقافة المزدوجة التي ينطوي عليها تاريخنا تدل على ثراء ثقافي كبير يحتاج قبل كل شيء لتقبله كواقع جميل يحكي انصهار وتمازج أعراق ضمن مواطنة متينة تحت لواء وطن لا يتجزأ.

إن مهمة هذا الجيل هي الحفاظ على الارث التاريخي المجيد وتناسي الخلافات العرقية بتقبل الآخر والتعايش في كنف الازدواجية الثقافية والعمل معا خاصة في ظل عودة الجزائر كقوة اقليمية لها دور بارز في ادارة الأزمات ، والمستقبل الذي تدعو بوادره للتفاؤل في ظل عودة الاستثمارات الأجنبية وانتعاش الاقتصاد وعودة الدبلوماسية الجزائرية بقوة.

***

لامية خلف الله/ كاتبة من شرق الجزائر

في المثقف اليوم