أقلام حرة

الجزائر القمة والقيمة.. والقمة العربية

الجزائر أرض البطولات، أرض الشهداء المسقية بالدماء القانية، بدموع اليتامى والأرامل، أرض التاريخ الذي سطرته أنامل الثوار والعظماء و الأبطال الذين لم يعرفوا الاستسلام ولا الخنوع، حملوا مشعل الوطن في قلوبهم، ولم تطفئه رياح العدو العاتية، ظل مشتعلا عبر عشرات السنين، حملوه وهم منفيون في جزر نائية بكاليدونيا بل حملوا معهم حبات التمر وزرعوا النخيل لتبقى صورة  الوطن شامخة كشموخ النخل ..

الجزائر قمة المجد والتضحية وقيمة حضارية ضاربة في جذور التاريخ، قبلة الأحرار والثوار...

والجزائر الجديدة مع السيد الرئيس عبد المجيد تبون تعود إلى الساحة الدولية بكل قوة مع الحركية الديبلوماسية التي عرفتها منذ أكثر من سنتين ففتحت يديها لأشقائها العرب نصحا و مساعدة ووقوفا في الأوقات الصعبة دون أن تمن على أحد بما تقدمه من مساعدات بل هذا يدخل ضمن سياستها ومبادئها في لم الشمل العربي وتفعيل روح التضامن بين الشعوب ..

من هذا المنطق كان حرص الجزائر على عقد هذه القمة العربية وتم الاتفاق بشكل نهائي، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم الثلاثاء السادس من شهر سبتمبر على عقدها  في الجزائر في1 و2 نوفمبر المقبل..

ويتزامن تاريخ القمة مع الذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي عام 1954...ولم تختر الجزائر هذا التاريخ اعتباطا بل لتعطي رسالة للعالم، لبعض مثيري الفتن والنعرات والأحقاد ولكل الأقلام المأجورة الناكرة للجميل أن جزائر الثورة التي واجهت أعتى قوة في العالم مدججة بأحدث الأسلحة و بمساعدة الحلفاء لم تستطع أن تخضع الجزائر و لا أن تكسر شوكتها فأسلوب القوة لا ينفع و أسلوب التهديد مآله الفشل..فلا يمكن لأحد أن يهدد أمن الجزائر فهي له بالمرصاد بما تملكه من جيش شعبي قوي وتلاحم شعبي كم حاول زراع الفتن أن يصنعوا حاجزا بين الشعب ودولته فباءت محاولتهم بالفشل ..وهذه القمة التي ستنعقد في الفاتح من نوفمبر غايتها معالجة الملفات الشائكة والقضايا العالقة.. 

يقول محمد علال: "وتقترح قمة الجزائر معالجة القضايا العربية الشائكة على ثلاثة مستويات، تتعلق أولا، بالمستوى الأمني وما يحمله من وضع معقد على الأرضي الليبية والأزمة اليمنية والأوضاع في سوريا والسودان والصومال التي تأخذ شكل النزاع الأمني المسلح.

ويشمل المستوى الثاني والثالث معالجة الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع في العراق ولبنان وليبيا وأزمة الفراغ الدستوري في تلك المناطق، بالإضافة إلى المستوى الثالث الذي يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وتسعى الجزائر لمعالجة تلك الملفات عن طريق الحلول السلمية بما فيما القضية الفلسطينية التي تدعو فيها الجزائر لإحياء (مبادرة السلام العربية 2002) كحل لقيام دولة فلسطين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

وخلال فترة التحضير لعقد القمة، نجحت الجزائر في كسب ثقة الدول الكبرى التي لها مواقف متصارعة في الأزمات الدولية والإقليمية، وتجسد ذلك في التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي أكد دعم موسكو المطلق للجزائر على المستويين الدولي والإقليمي".

والجزائر بما تملكه من ثقل سياسي واقتصادي قادرة على إنجاح هذه القمة ويكفيها شرفا أنها سعت لجمع الشمل العربي في أحلك فترة يعيشها العرب من تشرذم وصراع وحرب بين الإخوة الأعداء. هذا السعي بحد ذاته نجاح لها وبعد هذا سينكشف من يسعى للم الشمل ومن يعمل خفية مع أعداء الأمة لتمزيقها على حساب بعض المكاسب الضئيلة.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

 شدري معمر علي

..........................

المرجع:

1- سكاي نيوز عربية...

 

في المثقف اليوم