أقلام حرة

وُجوهٌ أُخرى للادمان

قد يحسبُ البعضُ أَنَّ الادمانَ لَهُ وَجهٌ واحدٌ، هوَ اِدمانُ المخدرات. ولكن في واقعِ الأَمرِ أَنَّ ادمانَ المُخَدِّراتِ هو الوجهُ الظاهرُ من الادمان، وهو أحد أوجه الادمان. فقد يكونُ الادمانُ اِدماناً لعادةٍ، أو ادمانَ الترددِ على مكانٍ، أو يكونُ ادمان صحبةِ أصدقاء معينين. او قد يكونُ ادمان كتبٍ. قد ندمنُ عاداتٍ جيدة وقد ندمنُ عاداتٍ سيئة، وقد ندمنُ صحبةَ أَخيارٍ وقد ندمن صحبةَ أشرارٍ.

 نحنُ نقعُ ضحايا للادمانِ حينَ تغيبُ الارادةُ أَوتضعفُ. قد تساهمُ الاعلاناتُ التجاريةُ في الادمانِ على شراءِ بعض السلع. نحنُ نتصورُ أَنَّنا نمتلكُ ارادتَنا حينما ندخُلُ بعضَ المحلاتِ التجاريَّةِ، ولكننا حين ندخل هذا المحل أَو ذاك نشتري مانحتاج ومالا نحتاج مدفوعين بما قد كتب في الاعلان التجاري. اذن هناك ادمان من نوعٍ آخر غير الادمان على الهيرويين أو الكاكايين، وغيرها من المخدرات. نحن امام ادمان آخر اسميه " ادمان النزعة الاستهلاكية".

وسبب سقوط المجتمعات والامم هو ادمانها على الاستهلاك. المجتمعات المتقدمة حددت موقعها ومكانتها من خلال التأكيد على الانتاج والعمل، ولكن يراد لمجتمعاتنا أن تقع فريسة ادمان الاستهلاك.

 الادمان يتحول الى ظاهرة خطيرة في حياة الامم، حينما تغيبُ ارادتُها أو تضعف. ولذلك علينا ان نمتلك ارادتنا في مواجهة الادمان. الشباب الذي ادمن على تعاطي المخدرات، هو شابٌ وقعَ ضحيةَ مجرمي تجار المخدرات ؛ لانَّهُ فقد ارادتَهُ أمام اساليبهم الخادعة. على الآباء والأسر حماية ابنائها من هذا الداء الوبيل.

***

زعيم الخيرالله

 

في المثقف اليوم