أقلام حرة

ما هي جراثيم التعليم؟

تعليمنا ليس بخير هذه هي النتيجة التي نخرج بها فلم تعد المدرسة عنصر جذب للأستاذ والتلميذ معا ، وخير دليل على ذلك الهروب الجماعي للتقاعد ولو فتح الباب من جديد للحقت ألوف بسابقيها وأيضا التسرب المدرسي مئات الآلاف سنويا يغادرنا المدرسة..فما هي الأسباب يا ترى؟ هل هناك عوائق وعقبات تمنع تعليمنا من التطور والتقدم فنلحق بالدول الأكثر جودة في تعليمها...

أكبر العوائق في نظري وكما شخصها الخبراء العالميون الذين رسموا خططا لتقدم بلدانهم في مجال التعليم والتربية هي تلك الجراثيم التي حاربها الدكتور " باسي سالبرغ " الأب الروحي للتعليم الفنلندي.

الدكتور «باسي سالبرغ»، المبشر الأبرز بالأساليب التعليمية الجديدة، قدَّم في كتابه «Finnish Lessons» دروسًا مجانية لا تتطلب تكاليف تذكرة الزيارة، ووصف بُعدًا تعليميًّا بديلًا لم يسافر إليه أحد من قبل.

بعض الدول استفاقت على أفكاره، وخصصت جلسات برلمانية لمناقشتها، مثل أسكتلندا وإنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا، وبعض الحكومات لم تكتف بذلك، بل استدعت المؤلف للتدخل فورًا في إدارة مدارسها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

حركة إصلاح التعليم.. فاسدة:

يجب أن نُذكِّر أنفسنا دائمًا بأهداف التعليم: أولها بناء اقتصاد جيد، وثانيها المحافظة على ثقافة البلد.

«أول خطوة اتخذتها فنلندا للنهوض بالتعليم هي التخلص من الجراثيم». هكذا يسميها الدكتور سالبرغ اشتقاقًا من الأحرف الأولى لاسم الحركة العالمية لإصلاح التعليم «Global Education Reform Movement»، أو «GERM» (جرثومة) اختصارًا.

يتهم سالبرغ الحركة بإفساد التعليم، وإن ادَّعت إصلاحه، وصار يختصرها بكتاباته ومحاضراته باسم الجراثيم، كناية عن الأساليب المُعدية التي ما زالت تنتهجها هذه الحركة حتى تفشت في جميع مدارس العالم.

معًا نبيد 99% من جراثيم التعليم:

ينقل كتاب «الدروس الفنلندية» عن صحيفة «التايمز» أن التعليم الفنلندي أباد 99% من جراثيم التعليم العالمي

و إليكم هذه الجراثيم :

1- تكثيف المواد.

2- كثرة الاختبارات.

3- الواجبات المنزلية.

4- إطالة أوقات الدوام.

5- الدراسة المنزلية.

6- الدروس الخصوصية.

كلها أساليب يؤكد سالبرغ أنها جراثيم قادرة على هدم أي نظام تعليمي يتكئ عليها، لأنها ممارسات غير تربوية من شأنها إرهاق الأستاذ والتلميذ معًا، وإضعاف عملية التعليم ككل.

يجب أن نُذَكِّر أنفسنا دائمًا بأهداف التعليم: أولها بناء اقتصاد جيد، وثانيها المحافظة على ثقافة البلد، وآخرها أن الأساليب الجرثومية لا تحقق ذلك.

فهل عندنا شجاعة لنشخص أمراضنا التعليمية والتربوية وننهض من جديد اقتداء بهذه التجارب العالمية الناجحة أم اننا نبقى دائما نركز على القشور والأمور السطحية فتزداد الهوة بيننا وبين الدول المتقدمة ويبقى تعليمنا بلا جدوى حشو الأدمغة بمعلومات لا أثر لها في واقع الإنسان..ولا جدوى اقتصادية منها في وقت تركز هذه الدول الرائدة على تعليم أبنائها منذ الصغر مهارات الحياة فالنجاح في النهاية ليس بكثرة المعلومات بل بتعلم المهارات..

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

..........................

1- ويكيبيديا..

 

في المثقف اليوم