أقلام حرة

كيف تعبد الهاً لاتراه!؟

سؤال طالما وجه للمؤمنين وهو كيف تعبد الها لاتراه!؟ حيث كان ذلك نقطة الجدل بين المؤمنين والملحدين وهي ما الدليل المادي على وجود الله ؟؟وقد كانت هناك اجابات مختلفة ومتنوعة عن هذا السؤال منها. (الاثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير) .. ومنها مايُعبر عنه (العلة والمعلول) ونظرية أوقاعدة (النُظم) بمعنىٰ أن النظام يدل علىٰ الناظِم والواقع أن كل هذه النظريات تدل علىٰ وجود السبب ولا تدل على وجود خالق لانها كلها ترتكز علىٰ نفس الركيزة وهي أن لكل نتيجة مقدمة ولكنها لم تذكر لنا أن هذه المقدمة أو هذا المحدث للأثر واعي ام غير واعي، لأن من لوازم القول بالخالق هو أن يكون عاقلا واعيا لذلك فأن هذه النظريات تعتبر قاصرة في الاثبات فهي لاتستطيع أن تثبت أن المتسبب وفق السببية هو عاقل فقد يكون هذا المتسبب عبارة عن (طاقة) أو صدفة أو أنه النشوء التطوري كما يقول به أصحاب نظريات الإلحاد اذن مالذي يثبت بأن هذا المتسبب في الخلق هو عاقل مدرك ... ؟

نظرية القصد ....

الفارق بين السببية والقصدية

في أثبات الخلق والخالق ان محاولة تقديم دليل مادي على' وجود خالق لهذا الكون هو أمر متعذر من الناحية الموضوعية ذلك أنك تتحدث عن ماهية مختلفة وهي غيبية وغير مُعَّرَفة وفق أدوات الواقع المُتعلق بالحواس والجوارح الخارجية للأنسان وهو ماوصف الله به نفسه بأنه (ليس كمثله شيئ) لذلك فأن من الواقعي والموضوعي أن تذهب حيثُ يُمكنك أن تقدم الدليل في تحكيم العقل والمنطق، يعني لو أنك كنت جالس في غرفة وتحركت الباب فأنك ستضع أحتمالات (للمتسبب) بحركة الباب ومن هذه الأحتمالات أن تكون الريح قد حركت الباب أو حيواناً صغيراً قد حرك الباب (دون قصد) أو أن أحداً ما قد وضع يده على' الباب (دون قصد) فأنك هنا أمام مُتسبب ولكنك لاتستطيع أن تُثبت أن هذا المُتسبب كان قاصدا أن يُحرك الباب وبالتالي فانه يبقى' مُجرد سبب لوقوع الحادث وهذه هي (السببية) التي تعطيك سبباً فقط لحركة الباب، لاحظ أنك لحظة حدوث الحركة ستذهب منطقياً ولاأرادياً الى هذه الأحتمالات دون أن تتحقق أو أن ترىٰ ما خلف الباب ولن تستطيع أن تدعي بأنه لايوجد من تسبب بحركة الباب اذن الركيزة الأولى لأثبات المتسبب ثابتة من هذه الناحية وقد أستُخدمت كدليل على' وجود الخالق لفترة طويلة (السببية) إلا أن هذه النظرية تبقى' عاجزة عن الأثبات الحاسم لأنها ببساطة تتحدث عن المتسبب بالخلق دون أن تثبت أنه مدرك كما في مثال حركة الباب التي قدمتها والتي تساوي بين المتسبب المدرك وغير المدرك والتي تعطي نتيجة واحدة وهي حركة الباب من هنا نذهب الى أن ما يُثبت وجود الخالق هو إثبات أن هذا المتسبب مدركاً لما يفعل أي أنه كان قد قصد دفع الباب لغاية مُحددة، عندها فقط تستطيع أن تقول أن رجلا لا أراه قد دفع الباب فتسبب في حركتها ولذلك يُصبح من غير السائغ أن تقول أنا لاأقبل لأني لم أرى الرجل أن هذا المثال أنما هو تبسيط لفكرة الخلق والخالق وكيف أنك تؤمن به من غير أن تراه وكأنك تراه من خلال اولاً .. الأثر ثانياً..المتسبب بهذا الأثر ثالثاً..أن هذا المتسبب مُدرك رابعاً.. أن هذا المُدرك كان قاصداً أن يُحدث هذا الأثر ..

نظرية القصد ...

يعني عندما أسألك؟ ماهو واجب الرموش على' أجفانا العين؟ طبعاً ستقول أنها وُجِدت بقصد حماية العين، جيد .. ولا أظن أن أثنان يختلفان على' هذه النتيجة وهي أن هناك هذا القصد من وجود هذه الرموش فوق العين وعليه أيضاً فأن هذا الذي فعل بقصد لايمكن الى أن يكون مدركاً لما يفعل لأن القصد فعل عاقل في أصله ومن هنا نستطيع القول جازمين أن من يدعي أن الكون قد نشأ من تلقاء نفسه أو بالصدفة أن يتأمل ويُعمل العقل.

***

فاضل الجاروش

 

 

في المثقف اليوم