أقلام حرة

الإسلام وخطب الجمعة المفقودة!!

سألني أحد الأخوة: متى بدأت خطب الجمعة؟

فقلت: أظنها إنطلقت منذ بناء أول مسجد في الإسلام، وعلى أكثر تقدير في المسجد النبوي في المدينة، إذ كان فيه منبر للرسول من جذع النخيل.

قال: فأين ذهبت تلك الخطب، ولماذا لا يوجد ذكر لها في المدونات، إلا خطبة الوداع؟!!

إحترت في الجواب، ورحت أبحث عن الخطب النبوية، فلم أعثر على غير خطبة الوداع، ولم تصلنا من خطب الخلفاء من بعده إلا نتف قليلة هنا أو هناك.

والخطب الوحيدة التي وصلتنا كانت في كتاب "نهج البلاغة" الذي جمعه الشريف الرضي (359 - 406) هجرية، وفيه خطب منسوبة لعلي بن أبي طالب المتوفي(40) هجرية، أي بعد وفاته بأكثر من ثلاثة قرون.

فهل يصح أن لا أحد نقل شيئا من خطب النبي والخلفاء من بعده؟

أم أن تلك الخطب كانت بلا قيمة ولا دور في حياة المسلمين آنذاك؟

أو هل أن الأمويين قد محقوا ما قبلهم ليبرروا وجودهم في السلطة؟

البعض يذكر أن السيرة النبوية جُمعت في زمن عثمان بن عفان، وأن بني أمية أحرقوها، لأن فيها الكثير مما يتصل بالأنصار ودورهم في إقامة دعائم الدين، والأمويون فعلوا ما فعلوه بهم في موقعة "الحرة" سنة (63) هجرية، في زمن يزيد بن معاوية (25 - 64) هجرية، وتولى الخلافة (60 - 64) هجرية.

هذا الموضوع بحاجة إلى بحث ودراسات من متخصصين، للإجابة على الأسئلة الحائرة التي تدور في الأذهان، بعد أن أبصرنا المدوَّن بالعقول لا بالعواطف والمواقف المسبقة، التي تعمي الإدراك  وتدثر الحقيقة بالضلال والبهتان.

***

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم