أقلام حرة

الإحصاء الغائب والتعميم الخائب!!

الإحصاء سلوك مغيّب في مجتمعاتنا، فلا نعرف منه غير الإحصاء السكاني المشكوك بدقته، أما الإحصاء كسلوك يومي فلا وجود له ولا دور في صناعة الحياة وإتخاذ القرار، بينما أمم الدنيا المعاصرة تبني خطواتها على الإحصاءات، فكل سلوك وقرار مرتبط برقم إحصائي يشير إلى حالة ما ويدل على ظاهرة معينة.

الأمم تسير على سكة الأرقام وبدونها لا تتحقق الأحلام .

ولن نصل إلى المرام، فأين أرقامنا الإحصائية الصحيحة، التي توصلنا إلى نظريات صالحة للمعالجة والتداخلات اللازمة لبناء ما هو أفضل.

وبموجب ذلك، فما نقدمه على أنه دراسات وبحوث عبارة عن نشاطات عبثية، توهمنا بأننا نتفاعل مع الواقع بعلمية ودراسة موضوعية، وبهذا نكذب على أنفسنا ونوهم الآخرين بصور مغايرة عن أنفسنا.

فمجتمعاتنا لا تعرف الإحصاء ولا تتعامل معه بعلمية ومنهجية، ولا يوجد توثيق دقيق للحالات أيا كانت.

نحن مجتمعات تعمه وتتخيل، ولهذا ما إستطاعت وضع الحلول الراجحة لأية مشكلة، بل مشاكلها تتراكم، وأحوالها تتأزم.

لو حاولنا دراسة أي موضوع فلن نجد إحصاءات مضبوطة وكافية عنه، فلا يوجد توثيق في ديارنا بل تعويق، وآراء وتصورات معبرة عن موقف ما.

لو حاولنا دراسة مرض ما أو سلوك معين، فلن نعثر على إحصاءات وتدوينات ذات قيمة بحثية، وبسبب غياب السلوك الإحصائي مجتمعاتنا تواجه صعوبات جسيمة تعيق تقدمها إلى أمام!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم