أقلام حرة

هل سيبقى القمر؟!!

سؤال لا يخطر على بال، ومَن يسأله ربما يوصف بالجنون، غير أن الوقائع المفترضة تبيِّن أن البشر إمتلك القدرات اللازمة لتدمير الأجرام السماوية، ويأتي في مقدمتها القمر، لأنه أقربها إلى الأرض المشحونة بأساطين الشرور الفتاكة.

قد يقول قائل لماذا حضر السؤال؟

والجواب أن العلماء منشغلون في تفسير ما حصل للقمر قبل أشهر، ويرى بعضهم أنه بسبب إرتطام صخرة مهولة به، وآخرون يرجحون أن دولة ما هاجمته بصاروخ من الأرض، أو ربما حاولت أن تقيس مدى تأثير صواريخها على الأرض لو هاجمت بقعة ما فيها، فقررت أن تجربها على القمر.

فالواضح أن القمر أصبح هدفا للقوى الكبرى، فهي تتنافس على إستعماره، وإستثمار ما يحويه من العناصر النادرة اللازمة للصناعات المتفوقة، أي أنها تقاتل بعضها على سطحه، ولكل منها مقاطعاته وقواعده التي لا نعلمها، وليس ببعيد أن تتفاقم شراسة الدول القوية، ويكون القمر ضحيتها في القرن الحادي والعشرين، وعندها لا يُعرف ماذا سيحصل لكوكبنا المرعوب منا.

تخيلوا لو أن القمر أصبح هدفا لهجمات صاروخية أرضية، تحيله إلى نثار، فهل ستستقيم الحياة فوق الأرض؟

الأجرام السماوية على علاقة بقائية صارمة ببعضها، وأي إضطراب يصيب الواحد منها يتسبب بإضطرابات كارثية في الأجرام الأخرى في المجموعة الشمسية.

ويبدو أن البشر صار مندفعا بإتجاهات إنتحارية، ستؤدي إلى إزالة الحياة فوق التراب، وربما نشوؤها في جرم سماوي آخر، فهل سيكون القمر بقعة كونية قادمة مؤهلة للحياة بعد إنتفائها في الأرض؟

كل شيئ ممكن، وما نعلمه قطرة في يم الوجود المطلق، وما نحن إلا ومضات تحاول المشاركة في  إضاءة دياجير الوعي للكائنات البشرية وما حولها.

ومن المرعب أن طاقات الشر المتدفقة منا أضعاف طاقات الخير الكامنة فينا!!

فهل سينجو القمر من شرور البشر؟

"...وانشق القمر"

***

د-صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم