أقلام حرة

هل هذه اول مرة تبيعنا؟

بعدما بان الامر واستوضحت بدايات اتفاقات امريكية تر كية روسية وثمة تقارب واضح وتنسيق مشترك وتوحيد وجهات نظر قد حصل بين الجهات، اخيرا يعلن قسد بان واشنطن تبيع الكرد في هذه المرحلة الخطرة وكانه امر امر مستغرب، فهل من المعقول ان يعلن ذلك كاتب متواضع مثلي اكثر من مرة قبل اشهر ويعلن بان امريكا هي الدولة الراسمالية التي لن تبيع الكرد لمجرد مصلحة صغيرة فقط بل تبيع نفسها وكرامتها ايضا، على الرغم من انها لم تعترف بالشرف والكرامة والغيرة والشهامة واي سمة اجتماعية نحن نهتم بها ونعتبرها ولها قيمة عندنا في سياساتها .

من جانبه يؤكد اردوغان قرب العملية العسكرية البرية في شمال سوريا ولا يستبعد حوارا او حتى تنازلا مخذولا كما عاهدناه للاسد واسرائيل من قبله، لمجرد تحفظهم عن اي رد فعل لما يامله اردوغان وينوي الغور فيه دون هوادة .

ليس بعجيب من اننا لم نسمع الا رد فعل خجول ازاء ما ينوي اردوغان من العملية العسكرية المرتقبة من قبل امريكا ، بل من الطبيعي ان نراها تخرس في مواقفها ومكانها كما نعرفها جيدا.

لا نعيد القصص العديدة الفصول مما تلقيناه نحن منه، ومن الخذلان والخجل والمرارة على ايدي هذه الدولة العاهرة تاريخيا، ونعيشه من نتيحة المواقف المخجلة لها منذ ثورة ايلول لحد الساعة.

ان الغارات المكثفة على المواقع المدنية والنفطية قبل العسكرية رسالة مباشرة من تركيا الى امريكا ودون ان تتلقى ردا حاسما وقويا، ولايبدو حتى في الافق بيان اي اعتراض مهما كان حجمه من قبلها، وهذا ما يدفع اردوغان الى الغور قي مستنقع الهجوم الناوي البدا في اواره وهو لا يعلم بانه يبدا بها دون ان يتمكن من انهائها ولا يمكن ان ينقض على الشرفاء المدافعين عن ارضهم وعرضهم كما يقول بل سينكسر انفه مرغما كما حدث من قبل.

اننا هنا نعيد الى الاذهان مواقف ودور امريكا فيما يجري في المنطقة بشكل عام ومباشر والجميع غير مستغرب بمواقفها، بل ان اي موقف للكورد ازاء سياسات الدولة الراسمالية المارقة ليس الا توجه اجباري تفرضه المعادلات السياسية ومؤثرات ما يجري في المنطقة بما فيه حرب الروسية الاوكرانية وما يحدث داخل ايران.

لم يبق لنا الا ان نقول لقد كان الكورد وحيدون منذ الازل ولازالوا ، فصدق من قال لم يكن لديهم صديق الا الجبال، ولكن لا نبالغ ان قلنا فاننا له وللمواقف الصعبة وللتضحية كما يعلم الجميع، فنحن ننتظر الارهابي الذي يتهم الكورد بالارهابيين، وسوف يتلقى ضربة لن ينساها ابد الدهر بعدما ينكسر انفه في وحل ما يقع نفسه فيه، ومن ثم يعلم من هو الارهابي ومن هو المسالم الذي يدافع عن ارضه وعرضه، ولم يبق لامريكا سوى الخذلان والتاريخ المشين.

***

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم