أقلام حرة

روح الأمة تنبثق!!

القلة النادرة يؤمنون بأن الأمة تنهض من ركام العدم، وتتألق في مسيرة الدنيا المعاصرة، فالسائد منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، مزاج الإنكسار والإنتكاس والإنهزام والإندحار، الذي خيّم عليها وتمكن من الأقلام والأفهام، فصار ما تنتجه أنوارها المفترضة ظلاما.

فالأمة تابعة، خانعة، بلا قدرة ولا إرادة على مقارعة الغير، وعليها بالإنبهار والإندثار.

بينما الحقيقة المطموسة، أنها تتفتح وتشرق في ميادين متنوعة، وما قدمه الفريق السعودي يوم (22\11\2202) بمباراته في قطر مع فريق الأرجنتين المتميز العريق، دليل على التصاعد الإقتداري لإرادتها، وتعبير رائع عن جوهرها الأثيل.

وهذه الومضة الألمعية تستحضر قيم الإرادة والقيادة، وتذكرنا بأحداث حصلت في التأريخ، ذات معين واحد، ومنها معركة (عين جالوت) التي أدهشت الدنيا، وغيّرت مسيرتها وأنقذتها من أفدح الشرور.

وما حصل في قطر من فوز يبرهن على أن الإرادة الجماهيرية تستمد طاقاتها من القيادة العازمة الصادقة المؤمنة بالشعب، فلا تهاب قوة في الأرض، فالشعوب بقياداتها.

وهذا برهان على أن الطاقات الإبداعية، التي تكنزها الأمة لا حدود لها ومتفوقة وفياضة، وتستمد عزيمتها من إرادة القائد الذي نقلها في بضعة عقود إلى أمة تقود الأمم.

ولا أوضح من تلك الإرادة المتوثبة الواثقة، في معركة الخندق وهو يضرب الصخرة، ويبشر أصحابه بفتح بلاد فارس، ففي المحنة الكبرى كانت الرؤية أوضح من الشمس في رابعة النهار.

وهكذا فالأمة تكون بقادتها، وتحتاج لقائد يعبّر عن منطلقاتها الحضارية لتكون، فمنذ عقود والأمة في جوع لقائد يتمسك برايتها ويعلي شأنها.

إنها أمة وجدت لتقود، وليس من طبعها الخمود والجمود.

فتحية للطاقات الواعدة والقيادات الرائدة!!

***

د. صادق السامرائي 

 

 

في المثقف اليوم