أقلام حرة

هل تنتحر الحضارات؟!!

سؤال يستحق البحث والدراسة، فالحضارات السابقة إندثرت لأسباب تفاعلت فيها وإنقضت عليها فأنهتها، فالقوة الخارجية مهما تعاظمت لا تستطيع إفناء غيرها بالكامل.

عبر العصور برزت حضارات وغارت في غياهب المجهول، وما عاد لها سوى الأثر، والعلة أن الحضارة عندما تنطلق تُراكم أسباب القضاء عليها من داخلها، وبموجب هذا السلوك العدواني اللاواعي على جوهرها تنسحق وتغيب والأمثلة متعددة.

وما تواجهه المسيرة البشرية المعاصرة، كأنها تسعى للإنتحار بكامل وعيها وإرادتها، وفقا لأوهام وأضاليل ذات نوازع هيمنة وإستحواذعلى مصير وثروات الآخرين.

والمشكلة أن سلوكها الإنتحاري لن يكون فرديا، وهو يشبه الذي يقتل عشرات الأشخاص ويقتل نفسه.

أو كالذي يفجر نفسه وسط جمع من البشر.

إنها بإختصار تترجم المثل الدارج "عليه وعلى أعدائي"، وتلك نكبة أرضية مروعة.

فالعديد من الدول تمتلك قدرات تدمير غيرها، وإن بدأت دولة ما بالهجوم، فستُمحق بلمح البصر من فوق التراب.

ومن المرعب أن مراكز القوى الفتاكة لا ترعوي، ولا تثوب إلى رشدها، وإنما تؤجج المواقف وتزيد من إلتهاب التفاعلات، وإنطلاق البواعث العدوانية الخطيرة.

ويُخشى إذا أميط اللثام عن أسلحة الدمار المطلقة للوجود الأرضي، سيتحول ما فوق التراب إلى كومة رماد.

فهل ستنتحر البشرية وتقتل أمّها الأرض؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم