أقلام حرة

البطالة والتظاهرات وثورة الجياع

مرة اخرى تتجدد التظاهرات في الناصرية على غير ما جرت العادة، فاجواء التفاؤل التي ترافق تشكيل اي حكومة جديدة تؤجل دائماً اي وسائل احتجاجية... لكن حكومة السيد السوداني واجهت اول اختبار لها امام الجمهور قبل انقضاء فترة المئة يوم الاولى من عمرها.

من رؤية بسيطة للأحداث التي جرت في تقاطع البهو قبل ايام، يثبت ان الناصرية لا تهدأ ولم تهدأ منذ اكتوبر ٢٠١٩، فلم يمر سوى ايام على الذكرى السنوية لمجزرة جسر الزيتون حتى تجددت التظاهرات ولحقتها حركة مساندة من باقي المحافظات.

ان الاوضاع في الناصرية حالها حال كل المحافظات بحاجة الى إصلاح عاجل، فالبطالة والبحث عن فرص العمل هي السبب الرئيس للتظاهر بعيدا عن نظرية المؤامرة، ولو توفرت فرص عمل حكومية أكانت ام في القطاع الخاص ما خرج شاب واحد للتظاهر الا اصحاب الأجندات.

ان البطالة والفساد والمحسوبية والمنسوبية والغلاء وارتفاع الدولار هي احد الأسباب الرئيسية للتظاهرات وان كانت ليست من نتاج حكومة السوداني بل هي تراكم سياسات سابقة خاطئة عليه ينبغي إعطاء فرصة للحكومة الجديدة للعمل، مثلما ان السيد السوداني وحكومته مطالبين بجد لاقرار الموازنة الانفجارية الموعودة بواقعية ودفعها الى البرلمان على عجل فلا يعقل ان البلد بلا موازنة منذ اكثر من عام، كما ينبغي عليه ان يتعامل مع الناصرية وأية احداث اخرى بعيدا عن اللجان لانها اثبتت فشلها في الحكومات السابقة، وان كانت طريقة مثلى لمعالجة الاحداث وتقديم المقصرين الحقيقيين فينبغي اعلان نتائجها على الرأي العام مهما كانت... حتى لا تتراكم الاحداث وتندلع ثورة جياع لن توقفها قوة مفرطة او لجان مشكلة.

***

جواد العطار

في المثقف اليوم