أقلام حرة

المتفنكرون!!

أولئك الذين يتحدثون عن أزمة العقل العربي، والشخصية العربية وغيرها من المصطلحات، التي يبررون بها مخاوفهم من ملامسة جوهر العلة، وعدم قدرتهم على إستنهاض الأمة وإخراجها من متاهات العسير.

مئات المفكرين في دول الأمة، ويشتركون في النظرة السلبية، والعزف على وتري التأريخ والدين، وكأنهم يتوهمون بأن أمة العرب الوحيدة ذات تأريخ ودين.

ويغفلون خوفا أم عن قصد بأن المشكلة الأساسية في الكراسي التي راكمت الويلات والمآسي.

فالعلة الكبرى في القيادات، في الأغبياء الذين يجلسون على كراسي التسلط على الناس، وهم بلا رؤية وطنية ولاخطة واضحة ومناهج لخدمة الوطن والمواطنين.

أيها الناس العلة في الكراسي وليست في الناس.

العرب مجتمعات لا تختلف عن غيرها، لكنها مبتلاة بقيادات غبية، وبأصحاب وكالات يؤدون مراسيم السمع والطاعة للطامعبن بالبلاد والعباد.

المجتمع العربي فيه طاقات حضارية متميزة وأصيلة، ويتحقق إتلافها بواسطة المنصبين عليه، والقائمين بأعمال أسيادهم المطلوبة لتأمين المصالح والمشاريع السوداء.

فهل يعقل أن بلدا بحجم العراق بثرواته الطبيعية والبشرية، يتوحل في مسيرة خراب ودمار على مدى أكثر من عقدين، هل تلومون الشعب أم الذين تحقق تعينهم لتدميره؟

التحليلات والتفسيرات لا تنفع، العمل هو البلسم، فهل سمعتم برؤية وطنية، وخطاب فيه روح وطنية، أم أنها آليات محاصاتية تعاصصية، هدفها النهب والسلب والإقتلاع، فاللاحق من أولوياته محق ما شيده السابق، ولن يبلع البنيان تمامه ...إذا كنت تبني وغيرك يهدم.

ضعوا الشخص المناسب في المنصب المناسب، وستدركون الحقيقة، فالشعوب مطية حكامها رغم أنف الديمقراطية!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم