أقلام حرة

زهير بن أبي سلمى وكلمة الله!!

وهذه بعض الأبيات من شعره:

"فلو لم يكن في كفه غير نفسه...لجاد بها، فليتقِ الله سائله"

"رأى الله بالإحسان ما فعلا بكم...فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو"

"فقالت أم كعب لا تزرني...فلا والله ما لك من مزار"

"محسّدون على ما كان من نعمٍ...لا ينزع الله منهم ما به حُسدوا"

"فتالله قد علمت سراة بني...ذبيان عام الحبس والأصر"

"بدا لي أن الله حق فزادني...إلى الحق تقوى الله كما كان باديا"

"فمهلا، آل عبد الله، عُدّوا....مخازيَ لا يدبُ لها الضرّاءُ"

العرب عرفوا كلمة (الله) قبل الإسلام بزمن بعيد، وتكرر لفظ الجلالة في أشعار الجاهلية، ومنهم زهير بن أبي سلمى (530 - 627) ميلادية .

كما أن إسم والد النبي (عبد الله)، الذي توفى قبل ولادة النبي، وهناك الكثير من الإقترابات التي تؤكد ذلك.

وهذه إشارات واضحة على أنهم كانوا على دراية  بكلمة (الله) والديانات التوحيدية كانت منتشرة في المنطقة، وإتخذوا الآلهة لتقربهم زلفى إلى (الله).

فكلمة (الله) ليست مخترعا جاء مع الدعوة للإسلام، وإنما متداولة عند العرب ومعروفة لديهم، وربما تكون موجودة في الحضارات القديمة، ومنها وصلت إليهم، فأصلها من الصعب إثباته لقلة البحوث، غير أن الشواهد الشعرية تؤكد المعرفة العميقة بالكلمة ومعانيها التوحيدية عند العرب.

البعض يرى أن أصلها من الإله فحذفوا الهمزة وأدغموا اللام في اللام، فصارتا لاما واحدة مشددة مفخمة "الله".

فالعرب كانت تخشى الله وتتقيه فيما تقول وتفعل، وتقسم به، وتحسبه إذا أعطى أغدق وهو الحق الساطع المبين، وسموا به إنتسابا إليه، فهم تحت رحمته وقدرته، وبمجموعهم عبيد الله، وبمفردهم عبد الله.

الله الواحد الأحد الصمد وبأسمائه الحسنى ربما كانوا يتقربون إليه ويتعبدون في كعبته وبيته العتيق.

فهل مَن بنى الكعبة عرَّفهم عليه؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم