أقلام حرة

إنتهاك آخر لحقوق النازحين

صرخت إمرأة بحدية إحساساً بالظلم الشديد بين حشد من النازحين الذين تظاهروا في وقفة سلمية أمام ممثلية التربية في أربيل، لإنصاف الطلبة النازحين والتنديد بقرار وزارة التربية بتقليص المدارس في أربيل، وحرمان هؤلاء الأطفال من حقهم في التعليم إلى جانب مظلوميتهم من التهجير والإهمال والضياع.

إن منظومة التعليم تحتاج إلى تطوير كبير ليس فقط في مضاعفة أعداد المدارس والرحلات رغم أن المدارس حتى اللحظة ليست كافية لأعداد الطلبة .. فالطالبات والطلّاب يجلسون على الأرض ونحن في عام ٢٠٢٣، ومقاطع الفيديو المنتشرة على المواقع الإلكترونية دليلاً كافياً على قولي، فضلاً عن ضعف طرق التدريس وتعنيف بعض المعلمين للطلبة وإهمال بعض المعّلمات لواقع الطلبة التعليمي ومستواهم الدراسي وإنشغالهن في تصوير السنابات والإعلانات على السوشال ميديا التي حوّلت العقلاء إلى مجانين، بل وصلنا إلى حال أن تبعث المعّلمة عنوان الدروس لأهالي الطلبة على قناة التلكرام أو الواتساب وتقول : هذا الواجب تعالوا حافظين ! فهل أصبح دور الأهالي أن يتحملوا مهمة التدريس إلى جانب عبأ المصاريف!؟ وزادت المصاريف باللجوء إلى التدريس الخصوصي، لكي يتخرج طالب الإبتدائية على يد معلمات الخصوصي ثم يتخرج من الإعدادية ليدخل جامعة أهلية، كونها تتكاثر يوماً بعد يوماً لتتحول منظومة التعليم من مشروع علمي إلى تجاري إستثماري .. وزارة التعليم أهملت كثيراً من الملفات وذهبت إلى  تحديد المدارس في أربيل، ما أثار غضب النازحين هناك كونهم شريحة فقيرة لا تستطيع أن تُسفّر أولادها لكي يتعلموا في الخارج مثل أولاد المسؤولين، مايعد قراراً مجحفاً بحق ٧٥ الف طالباً .

أتساءل هل هذا القرار يتلائم مع حقوق الإنسان والدين الإسلامي الذي تتحدث عنه الأحزاب الإسلامية والدستور العراقي؟ في ظل عودة المعلمين إلى مناطقهم ليبقى الطلبة بلا هيئة تدريس إلى جانب تقليل المدارس مايجعل الأهالي يذهبون إلى المدارس الأهلية.

كلمة أخيرة يقول الإمام علي: إياك والظلم فمن ظلم عباد الله كان الله خصمه .

***

ابتهال العربي

في المثقف اليوم