أقلام حرة

المصطلخات!!

مصطلخ: إشارة إلى عدم الإصلاح والفائدة

من عجائب عوق الأمة أن نخبها تتمسك بالمصطلحات المستوردة من بلاد الآخرين، وتراها حسب ما تتوهم، وتفرضها على واقع لا يعرفها، ومنها العَلمانية من العالم، أو العِلمانية من العلم، وإختصروا الموضوع بفصل الدولة عن الدين، وتمرغت الأجيال بهذا التوصيف المدمر المشين، فلا إستطاعت أن تساير الدنيا بأنظمة حكمها، ولا بعلومها فأضاعت الإتجاهات.

الكثير من المفكرين أو النخب، مصابون بعاهة الإنبهار بالآخر البعيد، ومنقطعون عن تراث الأمة ومحطات توهجها الحضاري.

وهناك مصطلحات أخرى كالإزدواجية التي حشر المجتمع فيها، وهي ليست قدحا بل مدحا لأن بشر الدنيا فيه أكثر من إزدواجية بعشرات المرات وتحركه بوصلة مصالحه الشخصية.

وهذه العلة مستشرية ومستوطنة في ديارنا، وتفرض وجودها على الأجيال، ويشترك بتعزيزها معظم المفكرين والفلاسفة، وأصحاب الأقلام الذين يكتبون بالعربية.

ويمكن القول أنها من العوامل التي فعلت بسلبية في الواقع العربي، وجردته من طاقات الإبداع الأصيل،  والإبتكار الأثيل اللازم للتعبير عن جوهره وتطلعاته، وأوهمته بالدونية والتبعية والخنوع لإرادة الآخر، الذي يصنع ويزرع، ويدير دولة بدستورية عالية وقوانين عاتية.

ولا بد للفاعلين في المجتمع أن ينطلقوا من أعماقه، ويشيّدوا معالم كينونته الكبرى، ويتحرروا من أمراض الإنبهار، والتأثر المغفل بالآخر الذي يحتضن تراثنا في دياجير المكتبات والمتاحف، ويطلق منها ما يشاء ويخفي ما يشاء، ليوهمنا بأننا أمة جهل وفقر ومرض وهمجية حمقاء وسفه عقائدي وتوحش ديني، يتمثل بالحركات التي يصنعها ويمدها بما يؤهلها لتدمير الوجود العربي في كل مكان.

أيها المفكرون عليكم الرجوع إلى عناصر الكينونة العربية، بعيدا عن مفردات الحالة الأجنبية، التي تخدعكم وتضللكم لتأمين مصالحها ومشاريعها الإستحواذية على وجود أمة ذات ثراء معرفي كبير.

فهل من رؤية موضوعية جادة ذات قيمة حضارية ساطعة؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم