أقلام حرة

الكتابة السريالية!!

السريالية: إتجاه معاصر في الفن والأدب يذهب إلى ما فوق الواقع، ويعول خاصة على إبراز الأحوال اللا شعورية.

قال صديقي مهاتفا: لا أقرأ ما يكتبون، فالكتابة صارت سريالية!!

قلت: وماذا تقصد

قال: لا يمكنك أن تعرف عمّاذا يتحدثون...أ يريدون القارئ أن يكتشف ما يقصدون، هذه كتابة سريالية!!

المعروف أن السريالية مدرسة في الرسم، وتسربت إلى شعر العرب وإمتدت إلى ما يكتبون، تحت ذرائع غريبة كالرمز والغموض والتمويه، وغيرها من أساليب عدم الوضوح والإبهام الإبداعي، الذي يسمونه كما تقتضيه أبجديات الأمية الإبداعية الفائقة الحضور.

وفي المجتمعات المتقدمة لن تنشر الصحف موضوعا إن إختفى فيه الوضوح، والقدرة على وضع الفكرة في كلمات دالة عليها بسهولة ومباشرة، وكم يعاني الكاتب من الأخذ والرد مع المحررين حتى تستقيم عبارات المقال أو الدراسة.

هذه العبارة مبهمة!!

هذه المفردة تعطي معنى آخر!!

الفكرة غير مترابطة!!

لابد من إعادة سباكة المقال!!

وغيرها من الملاحظات التي تبني مهارة التفاعل مع القارئ، فلا ينشرون المبهم الغامض، لأنه سيتسبب بالعزوف عن الصحيفة، ووصفها بالتيهان وعدم القدرة على التعبير عن الفحوى، ولم يهضم صاحب المقال الفكرة التي يتناولها، أو لم يدرسها بعمق ومراجعة بحثية جيدة.

إحترت مع صديقي الفنان المثقف الموسوعي، وكيف أواجه إستياءه مما ينتشر في الصحف والمواقع وحتى في الكتب.

- أ تتصور يمكنني أن أقرأ كتابا؟!!

- إن المنشور غثيث!!

- يا صديقي علينا أن نقرأ، وبدون "إقرأ"، لا وجود لحياة إنسانية!!

- نعم .. ولكن لا وجود لما يستحق القراءة!!

- لا أظنك لا تقرأ !!

- أقرأ ما كُتب في القرن العشرين!!

- ما عدتُ قادرا على المحاورة مع صديقي، لكنه جعلني أغرق في دوامة تساؤلات!!

- فهل من مجيب؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم