أقلام حرة

عصر ما بعد القصة والرواية!!

هل إنتهى الإبداع القصصي والروائي؟

سؤال يفرض نفسه في الواقع الثقافي ويدفعنا للنظر إليه بجدية، وموضوعية، ويعود السبب إلى تقدم فن التصوير وحضوره في كل مكان، فالجميع يصوّر ما يشاء بهاتفه النقال، ومعظم الناس تحمله ولا تفارقه أبدا.

فالصورة الحية تتكلم بدقة متناهية تتفوق على قدرات القصاصين والروائيين مهما إمتلكوا من مواهب ومهارات سردية.

قد يستطيع الكاتب أن يشد القارئ بأسلوبه وما يظهره من خفايا وديناميكيات تفاعلية ذات أبعاد إنسانية وفكرية، لكن الصورة الحية تقدم ما يثير في المُشاهد رؤى وتصورات، مبنية على مكوناته الذاتية المتفاعلة بحيوية وحرارة مع ما يرى.

فالصورة أصبحت أقوى من الكلمة في نقل المشهد الإنساني، ولا يمكن للكلمات أن تتفوق على الصورة في هذا المجال.

ربما سيتعجب البعض مما تقدم، غير أنها حقائق صادعة تؤثر في الوعي الجمعي للمجتمعات، وتأخذها إلى مدن الشاشات، والتفاعلات التواصلية السريعة الإبراق.

فكم منا قرأ قصة أو رواية في العام الذي إنقضى؟

يبدو أن النفوس البشرية تغيرت، وحتى الأغاني والموسيقى، أصبحت ومضية لا تتجاوز بضعة دقائق، فالناس لا تتلذذ بالأغاني الطويلة، التي عهدتها في القرن العشرين.

أما القصة والرواية فعليهما التحول إلى بحوث مكثفة مدونة بلغة أدبية فنية واضحة، وإلا فلن تجدا مَن يقرأ!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم