أقلام حرة

سدود تركيا أشد خطرا من السلاح النووي

ليس من المعقول ان تبني دولة أكثر من 500سد على مجاري الأنهار وتخزن أكثر من600مليار متر مكعب من المياه ويكون هدفها توليد الطاقة الكهرومائية أو لتحسين البيئة والمشاريع الزراعية..

فهذا أمر لا يُصدق..

كمية المياه المخزنة في سد (أتاتورك) على نهر الفرات تصل إلى 48 مليار متر مكعب وفي سد (أليسو) على نهر دجلة تصل إلى 10 مليار متر مكعب.. هذان سدان فقط ناهيك عن السدود الأخرى التي يصل تعدادها إلى أكثر من500سد وتقدر كميات المياه فيها إلى أكثر من600 مليار متر مكعب

هذان السدان أمرهما يمس أمن العراق وسوريا على وجه التحديد ولابد من التركيز عليهما لأنهما يقعان ضمن خط الزلزال وهذا خطر داهم قد يقع الزلزال في أية لحظة ودون إشعار مسبق كما حدث في الزلزال الاخير الذي دمر مدنا في جنوب غرب تركيا وكان لايبعد عن سد اتاتورك سوى 100كم تقريبا هذا اولا...

وثانيا ان كمية المياه هذه في سد اتاتورك لو انطلقت بشكل مفاجئ بسبب الزلزال او بفعل متعمد ستسبب كوارث لا تعد ولا تحصى ليس للعراق وسوريا فحسب بل لدول عدة ليست بحساباتها ان يصلها الضرر مثل الأردن وفلسطين والسعودية حتى...

هذه المياه استخدمها أوردغان كسلاح لإخضاع دول المنطقة والسيطرة عليها واذلالها...

و محاصرة هذه الدول بين خيارين: اما الموت عطشا أو الهلاك بالفيضانات وتخريب المدن و إهلاك الحرث والنسل.

ومن خلال هذين الخيارين يضغط أوردغان بهدف إذلال العراق وسوريا والسيطرة عليهما وابتزازهما باعتبارهما جزء من الإمبراطورية العثمانية البائدة وما عليهما إلا دفع الخراج الى الباب العالي في الاستانة...!

لا أحد يعرف من الذي شجع أوردغان على اتباع هذه السياسة؟ كما ولا أحد يعلم من هي الدول التي شجعته و منحته الأموال لبناء هذه السدود المخيفة التي وصلت تكلفتها إلى 100مليار دولار....!

* حقا سد اتاتورك سد مخيف مرعب بسبب حجم الكتلة المائية الهائلة التي تحوي طاقة كامنة لو تحررت الى طاقة حركية بسبب انهيار السد المفاجئ ستسبب كارثة لم يشهدها التاريخ من قبل، وعلى المختصين من المهندسين دراسة و حساب هذه الطاقة وتأثيرها وتقديمها إلى الجهات المختصة...

  في تقديرنا لو قدر لهذه الكتلة المائية ان تتحرك بخط مستقيم بلا حواجز وموانع وتضاريس أرضية لأصبحت تهدد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس وكما يقولون: (فرض المحال ليس محال)...!

كميات المياه المخزنة في سدي (اتاتورك وأليسا) كافية لأغراق العراق وسوريا وتدمير حوض الرافدين بمدنه وحواضره وتاريخه ومحو آثاره وإفناء سكانه..

وبناءً على هذا فكل دول المنطقة خصوصا العراق وسوريا و دول جامعة الدول العربية معنية تماما بعقد اجتماع عاجل لمواجهة هذا الخطر وتوجيه طلب إلى مجلس الأمن الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمات الدولية الأخرى بالضغط على حكومة أوردغان لتفريغ السدود إلى مستوى زوال الخطر على البلدان المجاورة لتجنب كارثة متوقعة اذا ما وقعت فهي لا تبقي ولاتذر.

وتحميل الحكومة التركية مسؤولية وقوعها لان المعلومات الواردة من داخل تركيا تؤكد تصدع سد اتاتورك من أثر الزلزال بحكم قربه منه..

ولابد من السماح للخبراء الدولين الكشف على حالة السدود ومستوى درجة الأمان فيها درءً للأخطار المتوقعة...

على الحكومة العراقية متابعة هذا الأمر على وجه السرعة فإنه أمر لايقبل التأجيل او التراخي في متابعته...

***

جواد السَّعَـيّد العبادي

 

 

في المثقف اليوم