أقلام حرة

دفع الشبهات عن حياة سيد الكائنات (2)

الشبهة الثانية

حين بدأ النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلامه دعوته الشريفة في قومه قريش لم يجد لها آذان صاغية ولاقت الصدود والصد والمقاومة الشرسة على مدى ثلاث عشر سنة لم يؤمن بها على أرجح الأقوال من الرواة الثقات مائتين فقط والذين هاجروا معه أو من بعده على العكس نرى على مدى عشرة أعوام من الهجرة إلى المدينة (يثرب) حيث ثقل اليهود والنصارى كانت لدعوته الجديدة أصدائها الواسعة والإيمان بها والاستجابة لها سريعة حيث سمية آخر سنة من الهجرة عام الفتح حيث دخل الناس فيها أفواجا وهم يبايعون النبي الكريم والإيمان بدعوته الإسلامية ونصرته وهذا دليل على أن أكثر اليهود المنصفين منهم كانت لهم المعرفة الكاملة والدراية بهذا الدين الجديد والنبي الخاتم والشريعة بتعاليمها الإنسانية المذكورة في كتبهم وشرائعهم وأدبياتهم الدينية القديمة قبل تحريفها من قبل رجال الدين ورهبانهم .

لذا نرى أن ثلثي القرآن الكريم يُخاطب اليهود والنصارى ويحذرهم من التمادي في تحريف شرائعهم الموسوية ورفض الدين المحمدي ويظهر لهم ما درسوا منها وعدم الممانعة والمعارضة للدين الإسلامي الحنفي الذي يريد تصحيح شرائع موسى وعيسى والنبيين من قبلهم وبعدهم عليهم السلام لذا نرى أن النبي محمدا وعلى لسان كتابه المقدس القرآن الكريم له المعرفة الكاملة بأحكام التوراة والإنجيل والشرائع الباقية التي سبقته الغير المحرفة وكان يُجيب السائلين منهم ويحكم بينهم وفق ما جاء في شرائعهم إذا لم يكن له المعرفة المسبقة والثقافة والإلمام الكامل بالشريعة الموسوية والعيسوية التي أستودعها الله تعالى عنده على مدى أربعين سنة من عمره الشريف قبل البعثة المباركة بكتب لديه محفوظة من قبل الله تعالى والتي أخفوها عن الناس وأتباعهم لقرون عديدة على العكس ما يرجونه رجال الدين أن النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أنه لا يقرأ ولا يكتب وأنه أمي على حد زعمهم علما أن النبي محمد كان معروف لدى الكثير من علماء بني إسرائيل والنصارى كمخلص لهم والذين يسمون بالشيعة النصرانية أو الآراسيىة أو الأميون أو الحنفاء منهم على سبيل الذكر ورقة بن نوفل وزيد بن نوفيل وأبي بن كعب وبحيرة الراهب وغيرهم . لكن التيار المعادي للدين الإسلامي الجديد كان وما زال له الصوت الأعلى في محاربة الدعوة المحمدية وحامل لوائها منذ زمن الرسول الأعظم وبعد وفاته فكان مشروعهم الذي خطوه بمباركة الروم وبعض قيادات قريش الذين تضررت مصالحهم التجارية ومناصبهم الدنيوية وخصوصا بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى بتأجيج الصراع على السلطة وخلافة الرسول في المسلمين وزجهم في حروب داخلية وشن حملة تكميم أفواه المعارضة لمشروعهم وأبعادها إلى خارج دائرة الصراع ومركز الدولة في كذبة أسموها الفتوحات الإسلامية التي تحولت ضد الغسلام والنفور من مفاهيم الدين الإسلامي السمحاء الإنسانية وتحريف مبادئ الإسلام وقيمه وشوهت الدعوة ونظريتها ومراد الله تعالى ونفرت العالم وشعوبه من الإسلام واستطاعت من مشروعها التآمري تحييد الإسلام وتضييق نطاقه وحولته من العالمية إلى المناطقية ضمن شبه الجزيرة العربية فقط تحت مسمى المسلمين بأركانه الخمسة والشعوبية والقومية العربية ... يتبع).

***

 ضياء محسن الأسدي

 

في المثقف اليوم