أقلام حرة

تأويلات وتحليلات!!

"...وفوق كل ذي علمٍ عليم" يوسف: 76

مشكلة الإسلام تأويلية تحليلية تفسيرية ذات نوازع وتطلعات ونوايا مغرضة، بمعنى أن الدين يتم تحريفه وتطويعه ليحقق إرادات الكراسي والمنافع الشخصية اللازمة لتثمير المكاسب.

فالمفسرون والمؤولون والمحللون والذين يسمون أنفسهم "رجال دين"، وما يصرحون به " فتاوى"، كالشعراء الذين يمدحون ويتكسبون بالمديح !!

فالذين يفتون وفقا لآليات دينهم هواهم ، يتكسبون بالفتاوى والرؤى والتحليلات والتصورات، والحيل التي تخادع وتبرر وتمرر الآثام والخطايا وتحلل الحرام، ومعظمهم في دياجير نفوسهم نداء " إعطني ما أريد وسأفتي لك بما تريد"!!

وهذه محنة المسلمين عامة والعرب خاصة، وفي التأريخ أدلة متراكمة تعزز مناهج وأساليب ما نسميه "فتوى".

فكم من حاكم وسلطان وجد معاشرَ من المتدينين يؤازرونه، ويبررون مظالمه ويتجاهلون جوره وإمتهانه للقيم، فيحرّفون كما يشتهون ويجعلون ما يقوم به هو الدين القويم.

ولازلنا نعيش ذات المحنة في زمن الأحزاب المؤدينة، التي ترفع رايات الدين كما تراه وتعتقده، ورؤية وإعتقاد كل منها ينبع من أفياض السوء المؤدلج، المكبوس في دنيا النفس الدونية الظلماء، التي تجعل الأبيض أسودا والأسود أبيضا.

وتزيّن الباطل ليبدو حقا، وتمرغ الحق في أوحال البهتان والضلال ليرونه باطلا، وهكذا تختلط الصور وتتشابك المعايير ويحترق الأخضر بسعر اليابس، وتتحول بلاد المسلمين إلى خرائب تنعب فيها الغربان، وتجوبها الآفات والوحوش ذات النوازع الإفتراسية الشرسة.

بينما الإسلام واضح بسيط يسير يخاطب عامة الناس، فهو رسالة للعالمين بفكرة جلية ولغة طرية خالية من الغلو والتطرف والإسفاف في التعقيد وأهوال التآويل، التي جعلت الدين علة وعالة، وأسست لدور العمامة الإنقعادية، أي التي تستلطف القعود في كهوف وخرائب وأجداث الغابرات، لتكون الحياة موتا والموت حياة.

ويفقد الزمن أبعاده وينحصر في نقطة ماضوية ذات آليات إستنقاعية مدمرة.

وهكذا تبدو الصورة في عالم كان الإسلام فيه نورا، فأضحى بأفعال الجهلة المرائين السييئين نار ذات أجيج وفحيح!!

فهل تحوّل الدين إلى حَيْن؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم