أقلام حرة

د حميد عبدالله يكشف لأول كيفية مقتل الملك والعائلة

منذ مقتل الملك فيصل الثاني والوصي والعائلة اثناء تنفيذ ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ اثير اكثر من لغط ووجهت اتهامات عديدة حول هذا الموضوع وتعددت الاراء والاقوال، منهم من أتهم عبدالكريم قاسم وآخرين عبدالسلام عارف وكادت الحقيقة تذهب ادراج الريح اذ كتب العديد من المقالات حول هذا الامر .

نعم قتل العائلة المالكة جريمة شنيعة اخذت بجريرة رد الفعل الثوري في تلك المرحلة وهذا ما حدث في العديد من الثورات عبر التأريخ كما في مقتل الخليفة عثمان بن عفان وقبله الخليفة عمر بن الخطاب ثم الامام علي وواقعة الطف التي استشهد فيها الامام الحسين وبعدها سقوط الدولة الاموية والعباسية والدولة الفاطمية والعثمانية كلها انتهت بالدم اضافة الى الثورات الحديثة كالثورة الفرنسية والروسية او كما حدث في اوربا الشرقية كما في مقتل تشاوسيسكو وزوجته في رومانيا،

اذن عمليات القتل ليست غريبة وهي مستنكرة وتعبر عن ردة فعل اجرامية لاتتناسب مع منظومة القيم الانسانية

اكرر أن مقتل الملك فعل اجرامي شأنه شأن اي عملية قتل، وهو جزء من شريعة الغاب.

قلنا ان مقتل الملك شابه الكثير من الاسباب والتهم لكن وكما يقال ان الحقيقة لا تحجب بغربال، حيث جاء في الحلقة الاخيرة من تلك الايام للدكتور حميد عبدالله السرد الواقعي حيث اورد التالي:

أتصل بي السيد خضر الدوري يقول:

كنت أنا المسؤول العسكري في القيادة البحرية في البصرة وكان معي من الضباط العقيد الركن عبدالستار العبوسي ومحمد عباس مظلوم وكنا نسكن دور الضباط وبيتي ملاصق لبيت عبدالستار العبوسي

شاءت الاحداث ان يتهم الضابط محمد مظلوم بالمشاركة بما سمي مؤامرة عبدالغني الراوي ويتم اعدامة

يقول خضر الدوري التقيت بالعبوسي. اخبرني انه قلق من اعدام محمد مظلوم وانه لا علاقة له بالمؤامرة. ابدا.فقط تربطني علاقة قديمة به تتلخص انهما اي العبوسي ومظلوم كانوا ضباط في معسكر الوشاش لحظة حدوث الثورة فلما سمعا بها اخذ كل منهم سلاحة وتوجها لبيت العائلة المالكة

حيث نزلت ترفع البياض كأستسلام الا اننا اي العبوسي ومظلوم قمنا بفتح النار وتم قتل الجميع

ويقول العبوسي لخضر الدوري قتلنا الملك والعائلة دون امر او ايعاز من اي جهة انها عملية ارتجالية. قمنابها نحن الاثنين

اذن نحن امام حقيقة دامغة وأعتراف من قبل شاهد حي ذكر ايضا ان العبوسي كانت تراوده هواجس واحلام قتل العائلة

اضافة من خوفه الشديد من احتمال اتهامه بالمشاركة مع محمد عباس مظلوم بالمؤامرة ادى ذلك الى انتحاره تاركا وصيته بورقة صغيرة اطلع عليها الدوري حيث ذكر انه كتب عن عدم علاقته بالمؤامرة

اذن نحن امام اعتراف وشهادة واضحة تزيل الشبهات عن اي تهمة لضباط الثورة او الانقلاب وما اقرار العبوسي بمقتله للعائلة انما يفك شفرة الالتباس التأريخي وتأويلاته

شكرا للدكتور حميد عبدالله وهو يرفدنا بالحقائق التأريخية عبر وثائق واتصالات اتمنى ان تكون الطروحات والدراسات والاستقصاءات بهذا المستوى العلمي لاستجلاب الحقيقة والتي هي بر الامان لصناعة التأريخ.

***

عبدالامير العبادي

في المثقف اليوم