أقلام حرة

اللهم إنا نشكو إليك زعاطيط الفضائيات

يجلس المحلل السياسي "عادل المانع" وبالمناسبة الرجل برز لنا قبل عام، وتحول بقدرة قادر إلى خبير ستراتيجي، يجلس أمام مقدم البرنامج ليعلن بكل وضوح "إننا -ويقصد هو ومقدم البرنامج والضيوف- مسلمين" ثم يستكمل سيادته ليشرح للمشاهدين نظريته السياسية، فهو يرى أن وجود القوى المدنية داخل البرلمان ومؤسسات الدولة خطر على المجتمع،

وأنها يجب أن لا تتسلم أية مسؤولية، ويعود بعدها وبطريقة روزخونية ليعلن أن الذين خرجوا في احتجاجات تشرين، ومعهم القوى المدنية عملاء لأمريكا تحركهم متى تشاء.. ولأنني كاتب متهم بالعمالة، كنت أتمنى على السيد "المحلل" أن يعرض لنا صور لقاءات السفيرة الأمريكية مع قادة كبار الساسة والمسؤولين خلال الايام الماضية، وأن يخبرنا ماذا قال السيد المالكي قبل أيام لإحدى الصحف، عن مديح رئيس الولايات المتحدة له؟، وأعتقد أن السيد نوري المالكي رئيس لائتلاف دولة القانون وليس رئيسا لائتلاف القوى المدنية، بعدها يبدأ عادل المانع يصول ويجول معلنا أن العودة إلى قانون سانت ليغو واجب (مقدس)، بعدها يخرج المانع ليقدم لنا نظريته في العقد الاجتماعي، فالمسلمون في العراق يحق لهم أن يفعلوا كل شيء، يختارون القوانين التي تتلاءم معهم، ويحددون نوع الحياة التي يجب أن يعيشها جميع العراقيين، أما الباقي فهم أقليات فقط لاغير .

عادل المانع نموذج لتفكير الكثير من اعضاء ائتلاف دولة القانون، كارهون لمبدأ المواطنة، مصرون على إشاعة مبدأ الطائفية باعتبارها نموذجاً يحصدون من ورائه المكاسب والمغانم والمناصب، وهو النموذج الذي لم يحصد من وراءه العراقيون سوى القتل والتشريد،

لا أريد أن أدخل في جدل مع الفيلسوف عادل روسو، حول موضوعات تخصّصَ بها المفكرون من أمثاله، لكن أريد أن أسأل سؤالاً: هل تعتقد أن المواطن العراقي بلا ذاكرة؟، وأن ما جرى خلال السنوات التي استلم بها ائتلاف دولة القانون للدولة مقادير الدولة، وكيف ضاعت مئات المليارات من الدولارات في مشاريع وهمية؟! ياسيدي وأنت تخوض معركتك مع شباب الاحتجاجات والقوى المدنية، أتمنى عليك لو أخرجت من الأرشيف ملفات الكهرباء والصحة والنفط والتعليم والخدمات خلال السنوات منذ عام 2006 وحتى لحظة ظهورك على آخر فضائية

هل حقاً نعيش عصر التغيير؟، وتحققت أهداف العراقيين بالديمقراطية والعيش في ظل نظام يؤمّن عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية؟ وهل تشكلت مؤسسات دولة محترمة تضمن حقوق جميع العراقيين؟ أو تجاوزنا كل المصاعب ليخصص البرلمان جزءاً من وقته ليعيد الشعب العراقي الى الطريق المستقيم .

عندما يصبح كل شيء سيئاً وفاسداً وعاجزاً، فإن الناس سوف تكره البرلمان الذي اوجد سياسيين يستغلون القانون ليغطوا به سرقتهم لاحلام واستقرار الناس.

***

علي حسين

في المثقف اليوم