أقلام حرة

روح وبدن!!

وعاء الروح بدن ترابي الطباع هبائي المحتوى ناري المنطوى، لا يساوي شيئا في مسيرة الوجود، وكأنه عصف مأكول، مرهون بزمان معلوم، ولا يمكنه أن ينتصر على نوازع الإتلاف الكامنة فيه.

هذا الوعاء تتوطنه روح، والعلاقة بينهما ذات تفاعلات وتداعيات وتنافرات وتجاذبات وربما تنتقم الروح من البدن!!

بدن يتعفن يتآكل تدوسه سنابك الزمن وتسحقه، والأرض بدورانها تطحنه وتعيده إلى أصله الترابي الفاعل في الوجود.

الأرض تعيد تصنيع الأبدان، والأرواح طاقات خفاقة محلقة في الأكوان، تبحث عن مأوى بدني تمتطيه في رحلة إدراك سفلية!!

الأبدان واحدة والأرواح واحدة، لكن آليات التفاعل متنوعة وممهورة بمكنونات النفوس الفاعلة في التراب، فالنفس ترابية الطباع وتمثل كنه وإرادة التراب، ولهذا فنفوس الخلق تتوافق مع كينونات التراب، وما فيه من طاقات حياة وتجدد وإنطلاق.

تراب يتفاعل مع الماء فيلد ما لا يخطر على بال من الموجودات في زمن لا يعرف الثبات.

والروح تدور في دائرة مفرغة من التساؤلات والتطلعات، والتراب كينونة كنّازة لمهماز وجود، متأهب للظهور على أكتاف مصير مستدير.

هكذا تبدو العلاقة ما بين الحي والتراب، ولا قيمة لبدن بلا روح، ولا معنى لروح لا تباري نفسا، ولا بدن يكون من غير إرادة روحية ذات عزيمة تؤون!!

فقل روحي ولا تقل بدني، فالتراب سلطان الوجود!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم