أقلام حرة

نظرية المشهداني!!

لا أعرف على وجه الدقة ما هو العمر السياسي للنائب ورئيس مجلس النواب الأسبق محمود المشهداني، ربما عشق السياسة منذ ريعان الشباب، أو أنه تعلق بها على كبر ! لكنه حتماً استطاع وبشطارة تُحسب له أن يحول سنوات السياسة إلى بنك متنقل يحصد من وراءه مئات الملايين سنوياً،

ورغم أن الرجل يعترف بأنه "لا يعرف ما هي الدولة"، لكنه مشكوراً يخرج علينا بين الحين والآخر ليبث همومه ومصاعبه في خدمة الوطن والتي تتطلب منه جهداً يأخذ من وقته الثمين الكثير.. السيد المشهداني كشف لنا عن سر خطير، فقد اتضح أن مشاكل العراق لا تتعلق بنقص الخدمات وارتفاع الدولار والسرقات التي لا تنتهي، والانتهازية السياسية، وإنما بأشخاص يريدون أن يسيئوا للعراق، فنجده يصرخ وهو يتهجد "عمي هذا العراق"، وحين يقول له مقدم البرنامج: ألا تعتقد أن هذا تكميم للأفواه؟ يجيب بحماسته المعهودة "لو بيدي أخيط الأفواه".

للأسف هناك من يعتقد أن الظهور الإعلامي، يكفي لكي يحول أي شخص إلى سياسي، وهذا ما وقع به الكثير من النواب الذين تصوروا أن الفشل في الحياة يمكن أن يفتح لهم أبواباً في مجالات أخرى ولتكن السياسية.. ولعل الذاكرة لا تزال تحتفظ بالعبارة الشهيرة لرئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني الذي خرج علينا ذات يوم منتقداً الدستور لأنه يضم مواد تحترم الحريات، فقال بالحرف الواحد "نحن عندنا تبويب للدستور، لأن هذه الفقرات تخرب المجتمع وتؤدي إلى نشوء جيل (دايح)" على حد تعبيره.

يردد المشهداني في كل حوار معه اننا دولة اسلامية ، وكأن الشعب العراقي كان يعيش عصور الجاهلية قبل ظهور محمود المشهداني ، والآن دعوني أتساءل هل من الاسلام أن أكثر من ربع العراقيين تحت خط الفقر؟ فيما يحصل الرجل " الزاهد " محمود المشهداي على راتب تقاعدي يصل إلى الأربعين مليون دينار في الوقت الذي تحرم الأرامل والأيتام من الفتات؟

للأسف ينسى البعض أن التصدي للسياسة يعني أن تكون قادراً على صنع موقف والدفاع عنه، يعني أن تؤمن بأنه قد تأتيك ثقة الناس في لحظة لكي تقوم بدور حقيقي.

ليس لديَّ موقف شخصي من الدكتور محمود المشهداني الذي اشتهر بتعليقاته الغريبة، وكان ابرزها حين قال بالحرف الواحد :" نحن لايهمنا من يصبح رئيساً للوزراء، .. اللي ما ينطينا ما لاتنا نزعل عليه، واللي ينطينا نرضى عليه، ومراح نفكر بأن هذا رئيس وزراء مهني لو مو مهني، يشتغل زين لو ما يشتغل زين، هاي مسألة ما تهمنا، المهم ينطينا المالات ".

السيد محمود المشهداني ببساطة الناس تعرف وتدرك انك ترفع شعارات عفا عليها الزمن.

***

علي حسين

 

 

في المثقف اليوم