أقلام حرة

ازمة ألتشيع في العراق

1 ــ كوني من الجنوب العراقي، اتذكر ما كان الأمر عليه هناك، امي مثلاً، توفيت ولا تعلم انها مسلمة، كل دينها ودين أغلب الناس الذين حولها، انهم يحبون علي والحسين وابا الفضل العباس (ع)، كل مساء جمعة، تذهب والبعض من نساء القرية، لزيارة كنيسة قديمة، يعتقدن انها قبر السيدة مريم، يشعلن الشموع ، ويذرفن الدموع، وكل تقدم طلباتها، تقول امي، ان مريم "تطينه مرادنه" أي تشفي المريض وترزق المحتاج..لخ..، قرى عشيرة الأزيرج أنذاك كعائلة واحدة، تجمعها الأرض والمحبة والفرح الشحيح، بينها المسلم والمسيحي والصابئي المندائي واليهودي، وكذلك منفيي الأيزيديين في العهد الملكي، انتقلنا نحن الشباب الى بغداد، سمعنا هناك اننا "شروكيه" ولم نسمع اننا شيعة، وجمعت اغلبنا مدينة الثورة، فتحت امامنا ثورة/ 14 تموز الوطنية، فرص التعليم والعمل، فخرج من تلك المدينة، الشعراء والكتاب والفنانين والأعلاميين والأساتذة والأكاديميين. وعاد الدارسون في الخارج، فغرقت بغذاد بخيرة ما انجبته، "يتيمة الزعيم" الثورة.

2 - بعد الأنقلاب الأمريكي، في 08 / شباط / 63 الأسود، رفعت الطائفية رأسها، واصبحنا بقدرة قادر "شيعة"، ولو تقصى اي منصف، في النتاج الفكري والأدبي، لموهوبي ومبدعي بنات وابناء، الجنوب العراقي ووسطه، لما وجد فيها، نفساً طائفياً او قومياً، لكن وبالتحديد، بعد الأحتلال الأمريكي، الذي رافقه الأجتياح الأيراني، تغولت الهويات الفرعية، وانفلت التطرف الطائفي العرقي، وعبر التوافق الأمريكي الأيراني، على وأد الهوية العراقية، وتمزيق المشتركات الوطنية، بين المكونات المجتمعية، وضع حجر الأساس، لمشروع التقسيم على طاولة، مجلس الحكم الموقت سيء السمعة، فتم تحاصص العراق، ثروات وجغرافية ووطن ومواطن، على اساس مكوناتي، للبيت الشيعي رئآسة الحكومة، للبيت السني رئأسة البرلمان، وللأكراد رئأسة الجمهوية، فضاع العراق، بين التشيع والتسنن والتكريد.

3 - بتخطيط وخبث موروث، شاركت المراجع الدينية، في النجف وكربلاء بشكل خاص، في انجاز مشروع تقسيم العراق، عندما افتت على التصويت العاجل، لدستور الخدعة، والأشتراك في انتخابات التزوير، تصرفت كمندوب سامي، لرعاية المصالح والمطامع الأيرانية في العراق، ثم اصبحت وبيتها الشيعي، ركن أساسس في دولة الفساد والأرهاب، صاحبة مليشيات حشدية، ومصارف خاصة عملاقة، ولها في عواصم الكون، عقارات واسعة، فجعلت من مذهب اهل البيت، واجهات واعلانات تجارية، وحوانيت للأتجار بأعراض الناس والمخدرات، اننا هنا نتحدث عن بيت شيعي، من اعلى مرجع، وحتى اسفل قناص، يعاني من تلوث فساد تاريخي، فضائح الفساد والأرهاب، اسقطت عنه كامل الأقنعة، فأصبح التشيع الأيراني في العراق، وصمة لا تليق بالقيم العراقية، وحالة شاذة لا تنسجم، وعراقة لالمجتمع العراقي، ووجب على العراقيين، تحرير النجف وكربلاء، من تلوث النفوذ الأيراني، وادارة شؤونها من قبل رجال دين عراقيين، مشهود لهم بالوطنية والنزاهة والكفاءة المعرفية.

4 -انتفاضة الأول من تشرين/2019، رفعت اسمال المصداقية، عن جلد التشيع الأيراني في العراق، وكشفت عن فضائح ملفاتهم، للفساد والأرهاب، ولم يبق من عرش اكاذيبهم، سوى الأحتيال ومنطق الذخيرة الحية، واثبتوا انهم، لا يستحقون البقاء في العراق، ولا حتى الأقامة الموقتة، كانت انتفاضة بنات وابناء الجنوب والوسط، تعبيراً عن غضب الأرض والأنسان، لا بقاء لضيوف، يسرقون رغيف خبز من استضافهم واكرمهم، النجف وكربلاء عراقيتان، لا مكان فيهما لبراغيث الفتنة، حول اضرحة الأئمة، الغضب العراقي لا يحتمل اكثر، ان يدفع العراقي، دمه وثرواته وكرامته وسيادة وطنه، ضريبة لولائيين، من تحت خط الأنحطاط، وارضنا لا مكان عليها لأقدام الحثالات، عقدين من اللصوصية والخذلان، وجب على ضيوف التشيع الأيراني، ان ينصرفوا، قبل لحظة الأنفجار للغضب العراقي، ودم الشهداء، ساخن ثائر لا يتخثر، قبل اخذ ثأر ضحاياه، من مشروع التشيع الأيراني في العراق.

***

حسن حاتم المذكور

07 / 03 / 2023

 

في المثقف اليوم