أقلام حرة

الكاتب والقارئ!!

ربما هذه الملاحظة خاطئة، وأتمنى أن تكون كذلك، فهل حقا أن عدد الذين يكتبون فاق عدد الذين يقرأون؟

التطورات المعاصرة أتاحت فضاءات لا محدودة للكتابة والنشر، وأصبحت كتابة كتاب تستغرق بضعة أيام، ووجدتنا أمام حشود من الأقلام التي تكتب وتنشر.

ولو تصفحت أي موقع ستجد آلاف الكتاب المشاركين، وفي بعض المواقع التي عهدتها مبكرا، كان عدد الكتاب فيها يتجاوز أصابع اليدين بقليل، وتنامى بسرعة حتى صار بالآلاف.

فهل هذه ظاهرة صحية وحضارية؟

معارض الكتاب تقام بين فترة وأخرى، وهي أشبه بالمهرجانات الترفيهية  لقضاء الوقت، وربما لتصفح بعض الكتب، أما الشراء فلا أظنه كما كان في سابق عهده.

زرت بعض معارض الكتاب وما وجدتها تزدحم بالناس، وتغص بالأكشاك الصامتة، وعندما تتساءل عن مبيعاتها تعرف أنها بالحضيض.

بعض شوارع عرض الكتب تحولت إلى محافل للنشاطات الإجتماعية واللقاءات، الكتب منثورة على جوانب الشارع، والناس تتجول، والقليل منهم يحمل كتبا.

أرجو أن تكون هذه الملاحظة غير صحيحة، لأنها تنذر بفاجعة حضارية، فالكتاب يفقد دوره، والكلمة قيمتها، ويختلط حابلها بنابلها، وتغيب القدرة اللازمة لصناعة الحياة الواعدة بالإبداع الأصيل، وكأننا أمام سيل عرمرم من الكتابات والكتب الساعية للرقود في رفوف وصناديق مظلمة، فأنوار الكتب تخبو بوضعها في دهاليز الإهمال والنسيان.

الكتب غيرت أفكار الأجيال وبنت الحضارات، والأقلام صنعت أنواع الإبداع الذي تتمتع به البشرية.

فهل أن الأقلام صارت تكتب فوق وجه الماء؟

وهل أن مدادها دم ودموع فتنفر منها الأنظار؟

وهل تحولت الأقلام إلى سهام لقتل القراء؟

إنها تساؤلات  مرعوبة في زمن بلا معالم، ويخلو من خارطة طريق أمين!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم