أقلام حرة

دستور الفرقان عضين!!

عضين: جعلوه أجزاءً فآمنوا ببعض وكفروا ببعص.

وعضين مشتقة من عضّة: قطعة

الأمة إنطلقت بمسيرتها الحضارية الإنسانية بموجب دستور إستوعبته وتمثلته وعملت بموجبه، وأدركت جوهره الذي بقيت تتفكر فيه على مدى ثلاثة عشر عاما من المعاناة والمجاهدة الروحية والتفكرية، التي أوجدت رموزا أضاؤا الإنسانية بأقكارهم النبيلة السامية.

فالأمة تكونت وتألقت بالدستور وهو القرآن!!

وبعد مرحلة الإنطلاق الإشراقية الكبرى في المدينة لعشرة سنوات، صار التفاعل مع الدستور الإنبثاقي لروح الأمة يتخذ سبلا متفرقة، مما تسبب بإنتشار الفتن بين أبناء الدين الواحد، وإنطلقت مسيرات التأويل والتفسير وتعقيد الواضح البسيط من الأمور، فأصبح الدين عسيرا بحاجة لمتخصصين، وإعتبار الناس من الجاهلين، فتم إستعماله للهيمنة، وتحول إلى تجارة ووسيلة للتحكم بالآخرين.

وتعددت الفرق والجماعات، وكل منها يأخذ ما يروق له من القرآن، وينكر ما لا يتوافق ومصالحه وغاياته، وهكذا صار الدين قطعا متناثرة متقاتلة، كل منها يدّعي أنه صاحب الدين القويم وله أتباعه المناصرين ، والذين يأخذهم إلى حيث يشاء، وبهم على غيرهم يستعين.

وأغفلت الأمة دستورها الأمين، وفقدت بوصلة مسيرتها، فلا إهتدت بدستور مدني معاصر وتوافقت عليه، ولا تمسكت بدستورها القرآن وتفاعلت به وفقا لمقتضيات زمانها، فأضاعت الخيارين، ولهذا فهي أمة تائهة في لجج الحياة المزدحمة بالأمواج، والتيارات المتدفقة من جميع الجهات.

ولابد لها أن تعتمد على دستور واضح تتمسك بمواده وتضبط سلوكها بموجبه، فالدستور هو القوة التي تفعَّل الطاقات وتطلق القدرات الكفيلة بصناعة حياة أفضل.

فهل من عودة إلى دستور قويم؟!!

***

د. صادق السامرائي

3-1-2020

في المثقف اليوم