أقلام حرة

حكومة نتنياهو المتطرفة.. ماذا عن سابقاتها؟

يصف الحكام العرب واعلامهم الرديء، حكومة نتنياهو الحالية بانها متطرفة، المعروف عن نتنياهو انه يميني وتولى رئاسة الحكومة اكثر من مرة، يوصف محليا بانه وطني يسعى الى خدمة مواطنيه، ومجيئه الى السلطة اكثر من مرة دليلا على شعبيته وان المجتمع الصهيوني يرغب في اقامة دولة يهودية صرفه، وبخصوص المستوطنات فانه يسعى الى اقامة العديد من المستوطنات بالضفة التي اصبحت اشلاء متناثرة وللآسف مقطعة الاوصال، يصعب معها اقامة دولتين كما تنادي الامم المتحدة بذلك وفق قرار التقسيم، وان الحكام العرب والقيادة الفلسطينية يحاولون خداع الشعوب العربية والفلسطينيين على وجه الخصوص، بإقامة الدولة المزعومة وعاصمتها القدس الشرقية التي يهجر ابنائها وتهدم مبانيها وتهويدها لتصبح عاصمة ابدية لدولة الكيان الصهيوني.

العمال والليكود كلاهما يسعيان الى اقامة الدولة الصهيونية، ولكن لكل منهاجه لتحقيق الهدف الموحد، حكومات العمال تظهر بانها اكثر عقلانية من غيرها وعلاقاتها مع الحكام العرب، لكنها في المقابل لم تتوقف يوما عن اقامة المستوطنات بالضفة، بمعنى انه لا يوجد اختلاف من حيث الجوهر بين الحكومات الصهيونية المتعاقبة سواء الراديكالية المتطرفة او تلك التي يتعامل معها العرب على انها حكومات عقلانية، فجميعها لم تولي المبادرة العربية الخاصة بالأرض مقابل السلام (قمة بيروت) أي اهتمام ظلت حبرا على ورق،بل تمادت في اقامة المستوطنات والزج بأصحاب المباني المهدمة بالسجون، والترحيل القسري.

لقد كافأ الحكام العرب قادة الكيان بان قاموا بالتطبيع معه دونما مقابل يذكر، يقيمون معه اوثق العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، بل يحاولون جاهدين الى ان يكون التطبيع شعبيا عبر اقامة المعارض المشتركة وتسيير رحلات جوية بين عواصمهم المتخاذلة وتل ابيب،والتعاون معه في المجالات الاستخباراتية وشراء الاسلحة الصهيونية، ترى هل يوجد انحطاط اكثر مما يقوم به حكامنا اليوم والارتماء في احضان الصهاينة لكي ترضى عنهم امريكا؟.

يراهن الحكام العرب او هكذا يوهمون شعوبهم على ان الكيان الصهيوني سيتفكك من الداخل، بسبب تصرفات نتنياهو المتطرفة، إن المظاهرات التي يقوم بها المجتمع الصهيوني ليس بسبب التصالح مع الحكام العرب من عدمه، بل يرغبون في عدم تسيس القضاء حيث يرونه اساس بناء دولتهم، ولقد اظهر قادة الكيان بمن فيهم اولئك الذي عزلهم نتنياهو بانهم يعتبرون انفسهم جنودا في خدمة دولتهم ايا تكن مواقعهم، تعليق التشريعات (التعديلات) القضائية من جانب نتنياهو قوبل بترحاب من القوى المختلفة لأجل اللحمة الوطنية، ما يصب في الامن القومي.

ما احوج حكامنا الذين يتصارعون على السلطة لأكثر من عقد من الزمن عملوا خلالها على تدمير بلداننا والزج بشبابنا في حروب داخلية، واستجلاب المرتزقة، والتدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية، الى ان يأخذوا عن الاعداء حب الوطن ونبذ الخلافات فيما بينهم، والعمل على احداث تغييرات جذرية في انظمة الحكم والتي من شانها اقامة كيان سياسي يتمتع اهله بالمساواة في الحقوق والواجبات والانتفاع بخيرات البلد واستتباب الامن.لا باس بان نتعلم من الاعداء بعض الاشياء الجيدة، لا ان نرضخ لإملاءاتهم ونفرط في الارض والعرض.

***

ميلاد عمر المزوغي

في المثقف اليوم