أقلام حرة

صادق السامرائي: الكتابة والقراءة!!

أيهما أهم القراءة أم الكتابة؟!!

الأمر محيّر ويستدعي وقفة متأملة، ذات أبعاد إدراكية فضائية مطلقة.

فهل أن الكتابة تأتي أولا أم القراءة؟

إنها أسئلة صعبة لأن الأجوبة ذات رؤى وتصورات وإنطلاقات لا تنتهي.

يبدو أن الكتابة لا قيمة لها إذا فقدت المقروئية الواعية، الممعنة في كشف جوهر الكلمات وأنوار العبارات.

ترى كيف نقرأ؟

السائد أن القراءة تتم على الإسم، أي إسم الكاتب، فعندما تسأل مَن تعرفهم، يكون الجواب إنه الإسم، وتلك مثلبة معرفية مروعة تعصف بواقعنا المكهرب بالنوازع السلبية.

وهناك العديد من الأسماء المسوّقة الناطقة بأفواه الكراسي، وأصحاب الشأن والسلطان، التي تسعى لخلط حابلها بنابلها، وتشويش وعي الإنسان.

لماذا الإسم أهم من الموضوع؟

لأنه يحمل دلالات ثقافية ويحدد نوعية الرأي المُسبق، المتراكم في رأس القارئ والفاعل في نفسه، أي أن القراءة تكون عاطفية، فالقارئ سيبحث عمّا يسّوغ ما فيه، ولا تهمه الحقيقة والكلمة الصادقة.

وبهذا تكون الكتابات المنحرفة المتحاملة بضاعة رائجة، تساهم بإعداد النفوس اللازمة لتأمين قدرات التحكم بمصير البلاد والعباد في أي دولة.

وتجد الإسم من الموانع العنيدة في شد القارئ للموضوع مهما كان أصيلا، وما يريده أن يقرأ لهذا ولذاك، ممن إمتلكوا مهارات تسويق كتابات الإبتذال والهبوط القيمي والأخلاقي، والتعبير الأسوء عن الدين بإسم الدين.

وبموجب ذلك فالكتابات الناطقة بلسان أمّارات السوء الكامنة في دنيا كاتبها، تنال مقروئية عالية، مما ينجم عنها واقع مدثر بالسيئات.

فهل نكتب لإرضاء المغفلين بفتاوى المتاجرين بدين؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم