أقلام حرة

شدري معمر: أحاديث نبوية في التنمية البشرية (4)

الحديث الثالث: مهارات الاتصال وتحديد الأولويات

علم رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته مهاراتِ الاتصال والتواصل، وتحديد الأولويَّات؛ كقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن ليدعو أهل الكتاب للإسلام: (إنك تأتي قومًا مِن أهل الكتاب فادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإنْ هُم أطاعوا لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ الله افترض عليهم خمسَ صلوات في كلِّ يوم وليلة، فإنْ هم أطاعوا لذلك فأَعلِمهم أنَّ الله افترض عليهم صدقةً تُؤخَذ من أغنيائهم فتردُّ في فقرائهم... الحديث)؛ [صحيح مسلم: 19]، وفي رواية لمسلم أنه قال: (فليكن أول ما تدعوهم إليه)؛ مما يحدِّد له الأولويات وخارطة الطريق.

ولمهارة الاتصال أهمية كبيرة فحسب ويكيبيديا: " يعد الاتصال الإنساني جانباً مهما في الحياة فهو أداة فعالة من أدوات التغيير والتطوير والتفاعل بين الأفراد والجماعات. ويلعب دوراً مهماً في التطور والتغير الاجتماعي والثقافي والاقتصـادي، فكلما اتسعت وتنامت خطـوات التغيير والتطور، اتسعت وازدادت الحاجة إلى المعلومات والأفكار والخبرات، وبالتالي إلى قنوات الاتصال لنقلها وإيصالها إلى الأفراد والجماعات.

ونظرا لأهمية التواصل مع الآخرين وعمل الفريق سواء في المدرسة أم الجامعة أم العمل، فان امتلاك مهارات الاتصال غدا أحد المتطلبات للنمو الشخصي والمؤسسي.

فمن خلال هذا الحديث النبوي الشريف أخبر محمد صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل بطبيعة القوم الذين سيدعوهم بحيث أنهم أهل كتاب يشرح العلامة ابن عثيمين رحمه الله هذا الحديث فيقول :

" وقال له: (إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب)، أخبَرَه بحالهم لكي يكون مستعدًّا لهم؛ لأن الذي يُجادِلُ أهلَ الكتاب لا بد أن يكون عنده من الحُجَّة أكثر وأقوى مما عنده للمشرك؛ لأن المشرك جاهل، والذي أوتي الكتابَ عنده علم، وأيضًا أعْلَمَه بحالِهم، ليُنزِلَهم منزلتهم، فيجادلهم بالتي هي أحسن ". فالمجادلة بالتي هي أحسن و معرفة طبيعة و معتقد من تجادل و انتقاء أساليب التأثير و الإقناع وامتلاك الكاريزما و قوة الشخصية هي التي تجعل صاحب الدعوة ينجح ويوفق في دعوته و أيضا نتعلم من هذا الحديث ترتيب الأولويات في حياتنا فنبدأ بالأهم العاجل لا ننشغل بالغير المهم العاجل ونركز على المهم الغير العاجل ***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

في المثقف اليوم