أقلام حرة

صادق السامرائي: جرأة الأجداد وتردد الأحفاد!!

أجدادنا أجرأ منا في التحدي والمواجهة، والغيرة على الحق مهما كان الثمن.

ولإغفال الدور الإنساني الحضاري لأجدادنا، تحقق نشر "أن الأمة تقتل أعلامها"، وهي فرية يُراد يها الحط من دور الأجيال وتأثيرهم في صناعة الحياة.

فأجدادنا واجهوا أنظمة الحكم الطاغية، برغم معرفتهم بمآلات مواقفهم، لكنهم ترجموا مبادءهم وأعلنوا ثباتهم ومجابهتهم للباطل، ولو إمتلك ذروة الجبروت.

والأمثلة في التأريخ كثيرة لكنها تُقرأ بعيون أخرى!!

إبن مسرة، إبن رشد، السهروردي، إبن السكيت، الرازي، إبن سينا، والأفذاذ الذين تصدوا لمحنة خلق القرآن بإيمان وثبات، وما أكثرهم، وهذا غيض من فيض عرمرم.

أجدادنا يتحدون ونحن نطأطأ الرؤوس ولا نقول شيئا، وندين بالسمع والطاعة!!

فقهاء، علماء، أدباء، شعراء، واجهوا السلطات وقدموا حياتهم في سبيل مواقفهم، وما نعرفه أن الأمة تقتل أعلامها، بينما أعلام الأمة قاتلوا وناضلوا وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة الحق.

إنه التحدي وليس الخنوع!!

الأمة تجسدت بالتحدي، وأول من تحدى وإستنهضها، نبيها الذي تحدى الكفر والطغيان والأوثان، وزعزع أركان مجتمع تسوده قيم يرفضها وتصورات ينكرها.

فالإسلام دين تحدي، وثورة ضد الظلم والفقر والجوع والتمييز بين الناس، إنه دين العدالة والرحمة والأخوة الإنسانية، ولا بد للعارفين بالدين أن يرفعوا رايات التحدي ضد العدوان السافر على جوهر الدين بإسم الدين.

ويمكن القول أن أسلوب النيل من إرادة الأمة بهذه الطريقة، غايته أن تعيش الأجيال في مآزق إنكسارية وتفاعلات إنهزامية، تؤهلها لإستلطاف الإفتراس والإستلاب للحقوق، وإعتبار القهر حالة عادية، والمقاساة من الإيمان، وهذا أفك مبين.

فهل لنا أن نتحدى ونسجل مواقف حضارية تلهم الأجيال؟!!

***

د. صادق السامرائي 

في المثقف اليوم