أقلام حرة

ملاحظات قاريء فيسبوك (1)

كان في الماضي الاعتياد أن تقرأ في الصباح جريدة ما وانت تحتسي قهوتك أو تشرب الشاي هذا إذا كنت من (الفايخين) ولك مكتب خاص بك وربما سكرتيرة بظفائر وتنورة قصيرة وسيقان من مرمر وابتسامة كابتسامة  (بروك شيلدز) أو دلع وضحكة (معالي زايد) أما إذا كنت من الذين وضعتهم اقدارهم في رهط (مكتوب عليهم قلة الراحة) فأنت أيضا تقرأ الجريدة صباحا حتى إذا كنت (لبّاخ) أو (تجبن جص) لكن الاختلاف في القراءة حيث تصلك (لفة الريوك) ملفوفة بجريدة مع علمهم انك تهتم للقراءة وليس لتاريخ الاصدار وبما أن زمن الجرائد ولى وسقطت دول المرابطين والموحدين والخرفان وأصبح (ابن العميد) قهوة مستوردة وعبد الحميد حكاية لا يذكرها إلا (نصيف الناصري) بعد عبور (النص) بصحبة كما يسميها (الشفيعة) لم يبق لنا جريدة تقرأ صباحا إلا (الفيس بوك) خصوصا وأن هذا المخلوق لا يشبه الجرائد من حيث تقسيم الصفحات والإخراج مع التأكيد بأننا كنا في الأزمنة الغابرة نقرأ تلك الجرائد من (وره) اي نبدأ من الصفحة الاخيرة حيث أخبار الفن وصور الحسان مفضلينها على الصفحة الأولى التي تحمل صورا مكفهرة وأخبار مستفزة ووعود كاذبة وافتتاحيات تنظر لحياة (السعالى) و(الطناطل) لكن الفيس هذه الأيام استولت عليه أربعة جهات لم تراعي فينا نحن قرائه الله وتوزعت هذه الجهات مساحات الفيس المسماة بالزرقاء فأخذت المنشطات الذكورية حيزها فارضة شعارها المؤدب الخجول (طول.. ضخامة.. تأخير) مع تزاحم اغلظ الإيمان بالله والكتاب المقدس والأئمة أن هذا المنشط هو الغاية والمبتغى وانه خالي من المواد الكيميائية وتحريض فاضح على أذية النصف الآخر (خليك كدها ولاتخليها تنام للصبح) أما الجهة الأخرى فهي صفحات الأدعية التي ربما عجز عن الإتيان بمثلها (مفاتيح الجنان) ومن لايحضره الفقيه والبخاري ومسلم ودعاء للرزق واخر لجلب الحبيب وثالث للغنى ورابع للسلطة وكلما كان المطلب نفيسا كان الدعاء طويلا مع عبارة (ارسله إلى كل من في صفحتك) وعندما تقرأ هذه النصيحة تجد أن كل أصحاب الأدعية ذا قلوب محبة خالية من الأنانية تريد الخير للجميع ومع كثرة المنشطات والإصرار  على قوة مفعولها وطول الأدعية وضمان الاستجابة لم نسمع شكوى حتى إذا خارج المحكمة عن طلب احداهن الطلاق بسبب فحولة المتعاطي كما لم نر الملايين في غير جيوب اللصوص الفاسدين .

يتبع

راضي المترفي

في المثقف اليوم