أقلام حرة

عبد القادر رالة: الحروب الصليبية

يندهشُ المؤرخ أو الباحث في التاريخ لما يقرأ ما كتبه المسلمون أو العرب حول الحروب الصليبية التي استمرت لقرون من الزمن، وكان عدد حملاتها سبعة، واحتلت الشام كله وجزء من مصر وهددتْ العراق والمدينة ومكة ...

وتعرض سكان هذه الرقعة الجغرافية إلى أبشع أنواع التقتيل والتشريد ومصادرة الأملاك.. ورغم ذلك لم ينسبها المؤرخون العرب الى الصليب أو إلى الدين المسيحي، وإنما أسموها حروب الفرنجة نسبة الى دولة الفرنجة أي الفرنسيين الذين كانوا أول من دعوا لها وروجوا وحمسوا الأوروبيين، لحروب مقدسة تسترد القدس من العرب الأشرار!... فشاركهم الألمان والطليان والانجليز واللاتين والصقليين في تلك الحروب الإجرامية...

بينما ينسبها المؤرخون الأوربيون الى الصليب فخراً، فينعتونها بالحروب الصليبية؛ إشارة الى صليب المسيحية، والمسيح والمسيحية بريئان من تلك الأعمال الوحشية التي ارتكبت باسم دين يدعو للسلام والتسامح ...

والمسيحيون واليهود كانوا يعيشون في بلاد الشام في سلام ورخاء مع إخوانهم المسلمين وتحت حمايتهم، ولم يشتكوا يوما ظلما أو حيفاً أو تهديدا في الأرواح أو الأملاك، فلا عجب أن ضمت جيوش صلاح الدين وغيره من المدافعين عن الأرض ضد الهجمات الصليبية الكثير من العرب المسيحيين ...

***

عبد القادر رالة 

في المثقف اليوم