أقلام حرة

راغدة السمان: جنون العظمة

الإعتداد بالنفس جميل، الثقة بالنفس أجمل لكن بعيدا عن الغرور والتكبر.. كانت تنمو هذه الخصال معنا منذ المرحلة الإعدادية مع أشعار المتنبي وأحبها إلى نفسي:

لا بقَومي شَرفتُ بل شرُفوا بي

وبنفسي فَخَرتُ لا بجدودي

أنا تربُ الندى وربّ القوافي

و سِمامُ العدى وغيظُ الحسودِ

أن تتخذ لنفسك طريق النجاح والحضور اللائق والطموح والسعي باجتهاد وصبر مواجها الصعوبات، مترفعا عن العوائق كالجبل في مواجهة الأعاصير، دون الإنحناء إلآ تواضعاً وأدباً.

السعي لأن تكون كاتبا أو ناقدا أو مفكرا جريئًا حُرّا غير مستعد للمساومة ستجد المعوقات وستتعرض للخيبات و للقناصين.

نرى الخاسر دائما هو كريم النفس والرابح هو البلطجي صاحب الفخامة الذي يمارس ساديته على المستضعف ..

نجد غالبية المجتمعات وبلا مبالغة ينتمون إلى هذه الفئة من الشخصية النرجسية التي تطورت الى حالة أشد فتكاً وهي البارانويا ، يعتقدون بشكل مبالغ بصحة أقوالهم والشك والارتياب بكل من حولهم مع فقد الثقة:

فيلم حضرته يحكي قصة حياة عالم رياضيات مشهور  حاز على جائزة نوبل في الرياضيات 1994#A beautiful Minel#

عانى المرض والهلوسة وتعالج وتغلب على المرض.

كم وكم ممن نعرفهم محتاجين لدخول المصحات وأهمهم جماعة أن الكرة الارضية متآمرة عليهم.. يجيدون الشعارات وإضاعة وتمرير الوقت بلا هدف يهزّ الشِباك ،لِتحسَم النتيجة النهائية.

ما بقي في الذاكرة التي أريدها أن تخونني من دستور الوطن:

المادة 2 / التي تقول السيادة للشعب

المادة12/ الدولة في خدمة الشعب وتعمل مؤسساتها على حماية الحقوق الأساسية للمواطنين وتطوير حياتهم.

المادة 25/ تكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وأمنهم.

المادة33/ لا يجوز ابعاد المواطن عن أرض الوطن....

تفاقمت الأمراض النفسية وهي أكثر فتكاً وسّميّة وانتشاراً من الأوبئة ،معدية ومؤذية لأنها وراثية وتورث !!

يقول ابن خلدون (الظلم مؤذن بخراب العمران)

وعلى هامش موضوع البارانويا رئيس الصين شي بينغ يشغل ٣ مناصب في الوقت نفسه:

رئيس الصين، زعيم الحزب، قائد الجيش. لا تزال ثقافة عبادة الفرد وتأليهه قائمة.

مثل ياباني يقول:

ان كنت تصدق كل ماتقرأ، فلا تقرأ اعقل ماتقرأه.

***

راغدة السمان - استراليا

في المثقف اليوم