أقلام حرة

عبد الجبار العبيدي: يا رب، راحتي في راحتيك

يقول القس منير رزق: لماذا نعمل ونتعب، نسعى ونجاهد، ندرس ونتعلم،

لماذا نأكل ونشرب، نلعب ونمرح، نغني ونحتفل

لماذا نحب ونتزوج، نأخذ ونعطي، نكافح ونحارب

لماذا نقبل ونرفض، نقبل الاستقامة، ونرفض الأعوجاج

كل هذ امن اجل الحياة والراحة، ستبقى الراحة مطلب الشرفاء

ستبقى، الراحة، من مطالب البشرالانسان،

ونحن نعلق ونقول:

كلنا نعمل ونتعب، نجاهد ونشقى، ليل نهار، لا نبالي ان خسرنا الوقت، فالوقت زائل دون توقف، كله من اجل الراحة ولكن اي راحة، راحة الجسم حسب، لا ابدا راحة الجسم والضمير،

الراحة ليست هي الهدف قدر ان نكسبها لنريح انفسنا من آهات الزمن والمستقبل وعوز الزمان ان حل بنا بتقصير.

حتى الله عندما خلق الكون والبشرية في ستة ايام ثم استوى على العرش كان يريد الراحة لنفسة والبشرية، ولكن اية بشرية يريد واية راحة لها يريد،؟

لقد افرد في وصاياه للناس راحة الاسبوع، السبت لليهودية، والاحد للمسيحية، والجمعة للاسلام، موسى كان يرعى غنمه والسبت له راحة، وعيسى كان يجلس في بيته ولا يعمل للراحة، ينادي طلابه : تعالوا عندي واستريحوا قليلا من العناء.محمد نبي المسلمين جعل الراحة لصلاة خاصة في يوم الجمعة، راحة نفسية ولقاء به لهم ابدية.

الانبياء يعلمون ان الراحة تجديد لطاقة الانسان كي لا يفقدها وتموت عند تطلعات البشر في الزمان والمكان، فالآلة تحتاج للراحة والتجديد كي لا تستهلك وتتوقف، والانسان يحتاج للراحة كي لا يمرض ويموت، فكم كان الله حكيما حين منح الانسان راحة الاسبوع ليتجدد، فهل من خطط للانسان الراحة والحقوق فرض عليه العذاب والاضطهاد،؟ لا ابدأً انها خدعة الملوك والامراء والحكام ولاغير،

نعم هناك ضرورة للراحة، ولكن ماهي راحة الانسان الاساس،؟هل هي من العمل، هل هي من اجل النوم او في اجازة ممتعة او رحلة خارج الوطن، نعم كل هذا يحتاج لراحة واسترداد القوة والنشاط، هنا تتجلى الراحة البدنية،

الانسان يحتاج لراحة من نوع اخر هي الراحة الفكرية والقلبية والراحة من الهموم والاحزان والظلم الذي يعانيه من البشر الاخر، حكام الظلام،

فالراحة لاتقتصر على الراحة البدنية، بل لكل الوجوه لنستمتع بالراحة الحقيقية،

قول لكل الطالبين الراحة للبشر، أقتدوا بالسيد المسيح ليريحكم من اتعاب الحياة، فهو يناديكم ويقول : تعالوا الىَ يا ايها المتعبون، أنا اريحكم من اتعابكم، تعلموا مني الوداعة والمحبة والاخاء والقلب الرحيم ستجدون راحتكم فانا لا افكر بحمل ثقيل ما دمت مؤمنا بالخالق العظيم، فهل فكر اصحابه وقرأوا ما يرغب ويريد المسيح في الراحة وعدم الاعتداء على الاخرين، وموسى ومحمد مثله كانوا يريدون، وبكتبهم المنزلة ينشرون،

لو فكروا أتباعهم بالذي طلب منهم، لما اعتدى المسلمون على البشرية، بحجة الفتوح والله امرهم ان لا يعتدوا، ولما اعتدت اليهودية على الفلسطينيين وسموها استراد حقوق الموسوية والارض ليست ارضهم، ولما اعتدت المسيحية الهتلرية على الشعوب وسموها حقوقنا القوية، ولما اعتدت الجماعات الاسلامية على الشعوب وسموها نشر اسلام الأكثرية، والله يرفض الاعتداء ونشر الدين بقوة الأكثرية، يقول تعالى :"لكم دينكم ولي دين".

لا، لم اقرأ في التوراة، وفي الانجيل، وفي القرآن، تبريرا لسلب حرية الاخرين وراحة البشرية بحجة نشر الدين، اذن من هو المذنب، هو انسان اللأنسانية.فلا الله أمر، ولا الأنبياء فرضوا حكم القساة على الانسانية،

الاديان هي المعايير، وهي الاوامر الآلهية، كلها براء من الاعتداء بقوة السيف بحجة الدين ونشره بين الاكثرية، لا بل هي: "الحرية والاخاء والمساواة بين البشرية". على المنهج الدراسي ان يعلمنا الصحيح في الدين وما يطلبه من الناس، كي يمنع رجل الدين المستغل الذي لا وجود له في الدين، من استغلال اقوال الله في الانسانية، فالمسئلة في الأديان ليست عقاب وثواب، وجنة ونار، بقد ما هي حقوق وواجبات ذاتية، وشروط الأنسانية في الراحة والمصير النهائية.فهل فهمتها مرجعيات الدين اللاشرعية.

***

د.عبد الجبار العبيدي

في المثقف اليوم