أقلام حرة

شدري معمر علي: الربوتات الدينية.. هل تعوض إمام المسجد؟

مع دخول الذكاء الاصطناعي في كل مجالات الحياة، فالمجال الديني وظف فيه هذا الذكاء في كثير من الدول فابتكر المهندسون ربوتات تقوم مقام القسيس أو الراهب وفي العالم العربي لم يفتح المجال بعد لمناقشة هذه القضية، هل يعوض الربوت إمام المسجد في إلقاء خطبتي الجمعة وتقديم الدروس والفتاوى؟ لابد أن تعقد ندوات من اهل الاختصاص استشرافا للمستقبل..

ببين لنا الكاتب مصطفى عاشور هذه القضية التي توسعت في كثير من المجالات ومنها المجال الديني فيقول:

"الذكاء الاصطناعي آخذ التوسع في كافة المجالات ومن بينها المجال الديني، ففي اليابان ابتكر المهندسون عدة ربوتات، منها: “ميندار”Mindar في معبد “كيتو” لتحفيز الزوار للاهتمام بالتعاليم البوذية، وهذا الكاهن مصنوع من الألمونيوم، لكنه لم يمنح الاستقلال للحديث في الشأن الديني، ولعل ما جعل معابد أخرى تتنافس لتقديم نسخ أكثر تطورا. 

وفي ألمانيا طورت الكنيسة البروتستانتية -منذ سنوات- روبوتًا اسمه “بليس يو 2” BlessU-2 يحتوي على صندوق بشاشة تعمل باللمس، وله يدان ورأس، ويتكلم خمس لغات، ويبث نورا من عينيه  كما أنه قادر أن يتحول بصوته إلى ذكر أو أنثى، حسبما يريد الشخص، أما الكنيسة الكاثوليكية فقدمت الراهب “سانتو ” SANTO الذي يقوم بوظائف الراهب الكاثوليكي، وتبحث الكنيسة إمكانية أن تقوم الربوتات بمباركة الناس، أما الفاتيكان فسعى لانشاء روبوتات طاردة للأرواح الشريرة، وتحدث آخرون عن “كنيسة الذكاء الاصطناعي” لكن المدهش هو أن الربوتات هذه تم تقديمها لسد عجز الكهنة في أوروبا، وفي الصين تم تطوير راهب آلي يقدم تعاليم بوذا، حتى اليهودية تطرق لها الذكاء الاصطناعي، في ربوتات تلعب دور الحاخام، وتلقى خطبا دينية تسلتهم التوراة".

المستقبل القريب يحمل لنا مفاجآت كثيرة فينبغي علينا أن نستعد علميا ودينيا لنتكيف مع الذكاء الاصطناعي فنحسن استخدامه في تطوير حياتنا إلى الأحسن حتى لا نكون خارج مجال الأحداث التي ستغير التاريخ .

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

............................

1- مصطفى عاشور، الدين في زمن الذكاء الاصطناعي، موقع إسلام أونلاين.

في المثقف اليوم