أقلام حرة

بنيامين يوخنا دانيال: الآثار السلبية لحوادث اصطدام السفن بالشعاب المرجانية

كثيرة هي الآثار السلبية التي تخلفها حوادث اصطدام السفن بالشعاب المرجانية على البيئة البحرية عموما وهذه الشعاب المرجانية على وجه الخصوص. خصوصا وإنها (أي الشعاب المرجانية) تنطوي على كثير من الاهميات، اقتصادية كانت او سياحية أو علمية أو جمالية أو بيئية، وتتمثل هذه الآثار ب: - أولا: كسر وتحطيم مساحات متفاوتة من هذه الشعاب المرجانية وفقا لحجم السفن ووزنها ووزن ونوعية الحمولة التي تحملها وطبيعة ونوعية الحادث. ثانيا: احتمال تلويثها للمياه جراء تسرب كميات من الوقود المستخدم فيها، أو تسريب محتويات الحمولة نفسها إذا كانت محملة بالنفط ومشتقاته أو مواد سائلة أخرى، مع احتمال تسرب القذارة والمخلفات ومياه الصرف الصحي الموجودة على متنها، وإمكانية سقوط الحاويات المحملة بها في البحر. ثالثا: الاضرار بجمالية المنطقة التي تقع فيها حقول الشعاب المرجانية تلك، خصوصا بعد اكتظاظها بسفن وحوامات وفرق الإنقاذ التي ستهرع اليها حتما من أجل انقاذ الركاب والطاقم المشغل لها، وللتقليل من المخاطر والخسائر التي تصاحب حادث الغرق عادة. رابعا: الاضرار بمختلف الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بمنطقة الحادث، مثل الصيد والرياضات المائية والسياحة والملاحة والتجارة وتحلية المياه واستزراع الأسماك وغيرها. خامسا: الاضرار بالكائنات البحرية التي تعيش بين الشعاب المرجانية المتضررة جراء حوادث الاصطدام وما حولها وهي كثيرة. سادسا: احتمال الاخلال بالتوازن المائي والتوازن الحيوي (البيولوجي) في البيئة البحرية والساحلية مع المساس بالخواص الكيمياوية والفيزيائية لمياهها. 

والتاريخ حافل بمثل هذه الحوادث، نذكر منها على سبيل المثال: حادث غرق عبارة (سالم اكسبرس) العائدة إلى شركة (سما تورز) للملاحة وحاملة علم (بنما) في 14 كانون الأول 1991 على بعد كيلومترات قليلة من ميناء (سفاجا) المصري نتيجة دخولها منطقة الشعاب المرجانية، الامر الذي نتجت عنه أزمة على أكثر من صعيد. وحادث جنوح سفينة الحاويات (كاسكل هامبورغ) الصينية بطول (180 × 30) م والمحملة ب (9000) م3 من الوقود إلى موقع الغوص (وود هاوس) بمنطقة الشعاب المرجانية في مضيق (تيران) في خليج العقبة بمصر في 31 كتنون الأول 2009. والذي تسبب بإتلاف وتحطم مساحة نحو (1500 – 2000) م 2 من الشعاب المرجانية وبعمق (45) م. فترتب على الشركة المالكة للسفينة دفع تعويضات بقيمة (26) مليون جنيه عن ذلك التلف. 

وغرق اللنش السياحي (أمبر تريزا) في حادث مماثل في منطقة محمية (رأس محمد) المليئة بالشعاب المرجانية بتاريخ 16 كانون الأول 2009 وتسببه بكسر وتحطيم نحو (24) م2 من الشعاب المرجانية. واصطدام ونش (البرنس) السياحي في آذار 2012 بحقل الشعاب المرجانية في شواطئ الغردقة المصرية عندما كان في رحلة سياحية لممارسة الغوص. 

وفي نيسان 2010 دخلت السفينة الصينية (شين ننج 1) العائدة لمجموعة (شين تشين للطاقة) التابعة ل (تشاينا أوشن شيبينغ) المملوكة للدولة (كوسكو) بطول (230) م منطقة (دوغلاس شوال) من الحيد المرجاني الكبير في استراليا وعلى متنها (975) طنا من زيت الوقود الثقيل بالإضافة إلى (62000) طن من الفحم. فتسرب منها الوقود الثقيل (2 طن)، وكانت أن تسببت بأزمة بيئية حقيقية في المنطقة خصوصا وان الحادث قد وقع بالقرب من هذا الحيد الذي يحتوي على أكبر مجموعة مرجانية في العالم (400 نوع)، ويمتد على الساحل الشرقي لأستراليا بمساحة (345000) تقريبا، وتعيش فيه أنواع الرخويات (4000 نوع) والأسماك (1500 نوع) وغيرها من الحيوانات ومنها نادرة. وتدر الأنشطة والبرامج السياحية المرتبطة به في المنطقة نحو (6) مليارات دولار استرالي سنويا. فترتب على الشركة مالكة السفينة أن تدفع غرامة بقيمة (21،3) مليون دولار امريكي عن الاضرار التي تسببت بها في الحادث.

و بتاريخ 5 تسرين الأول 2011 اصطدمت سفينة (ريتا) للحاويات بطول (236) م بالشعاب المرجانية بالقرب من (نارانجا) على الساحل الشرقي ل (نورث ايلاند) النيوزيلندية وعلى متنها (1368) حاوية سقط منها عددا وتسرب منها (350) طنا من الوقود من أصل (1700) طنا في (ستروليب) منها (20 – 30) طنا في خليج (بليتني) الذي يعج بالأنشطة والفعاليات السياحية، لتهدد البيئة البحرية والساحلية في المنطقة، ولتشكل أخطر كارثة بيئية شهدتها البلاد وفقا للتقارير الرسمية.

***

بنيامين يوخنا دانيال

...................

للمزيد من الاطلاع، ينظر (السياحة والبيئة: مقالات) للباحث. مطبعة بيشوا، أربيل – العراق 2011.

في المثقف اليوم