أقلام حرة

صلاح حزام: هل نستطيع الحفاظ على آثارنا؟

في فترة التسعينيات (لا أذكر اي سنة بالضبط) تم اكتشاف قبر أثري في نينوى يضم رفاة واحدة من ملكات او اميرات أحدى الممالك في نينوى القديمة.

كان الهيكل العظمي لتلك الملكة مليء بالحلي الذهبية كالاساور والاقراط والاطواق حول العنق.

الشيء المؤلم والهمجي في تلك القصة ان التلفزيون عرض فيلماً يظهر فيه مدير عام الآثار الذي كان اسمه د. مؤيد، وهو يجلس القرفصاء داخل القبر مع الهيكل العظمي، ثم أخذ يكسر عظام الهيكل العظمي بيديه لكي ينتزع الاساور من اليدين بكل وحشية وكأنه لص يسطو على خزنة !!

نسي ذلك الجاهل ان قيمة الهيكل ودراسته ومعرفة صاحبته قد تكون اكثر اهمية من الذهب نفسه بالنسبة لعلماء التاريخ.

تم الاحتفال رسمياً بهذا الكنز وتحدثت عنه الصحف بدون الاشارة الى التصرف المتوحش لمدير الآثار !!

بعد فترة سمعنا ان زوجة الرئيس قد ارتدت ذلك الذهب في احدى المناسبات باعتبارها زوجة ملك عظيم كصاحبة الهيكل العظمي !!

ثم تمت اعادته الى المتحف العراقي ونجا باعجوبة من عمليات نهب المتحف بعد الاحتلال.

عدد من مسؤولي النظام كانوا يتاجرون بالآثار كما أُشيع في وقتها ..وبعضهم تمت معاقبته كما سمعنا.

عندما دخلت داعش بدأ عناصرها بتدمير الآثار وسرقتها والمتاجرة بها.

مواقع الجنوب الأثرية تعرضت الى عمليات حفر ونهب لاحدود لها باعتراف المعنيين..

في الختام أقول:

اليس من الافضل ان تكون آثارنا محفوظة في متاحف عالمية  رصينة ومحمية وتتم المحافظة عليها وعرضها باعتبارها آثاراً عراقيةً؟؟

حتى اللغة السومرية ، فأن ابرز من قام بفك رموزها:

وليم فوكس تالبوت

ادوارد هنكس

هنري رولنسون

وواضح انهم اوربيون وقدموا مساعدة عظيمة في فك رموز الرُقَم الطينية وبالتالي تعريف العالم بالمحتوي الحضاري والثقافي لآثارنا..

كتبتُ ذات مرة عن ماشاهدته عند زيارتي لمدينة اشبيلية في جنوب اسبانيا وزيارتي للقصر الذي كان يستخدمه الحاكم المسلم.

لقد حافظ الاسبان على النقوش الاسلامية وآيات القرآن ، لكن بعض السياح العرب قاموا بتخريب بعضها وحفروا اسمائهم عليها (ذكرى احلام ومحمد، مثلاً)..

الموضوع مؤلم.

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم