تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

علي حسين: حكاية الشاب لاري!!

في كل مرة نكتشف أن هناك إنجازات كبيرة تتحقق في المحافظات، منها ما أخبرتنا بها الأمم المتحدة، أن محافظة المثنى أفقر محافظات العراق وان 52 % من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر. هل هناك أخبار مفرحة؟ نعم بعض المدونين يشكرون السيد محافظ البصرة لأنه هدم جامع السراجين،

لسنا أيها السادة بحاجة إلى شواهد تاريخية، ولا أحجار تخبرنا أن هناك إنساناً عاش على هذه الأرض وعَمرها منذ آلاف السنين، ألم يخبرنا "فيلسوف الجنّ والإنس" كاظم الحمامي أننا أحفاد كائنات فضائية؟ .فاكتشفنا في النهاية أن السيد الحمامي ترك الكائنات الفضائية وخمط عمولات من مشاريع وهمية، ثم سافر ليتمتع بالأموال. ولهذا ياسادة لاتتعجبوا عندما يكتب البعض أن جامع السراجين مجرد حجارة.

ولأننا في زمن العجيب والغريب فقد اعتقلت القوات الأمنية قبل أكثر من أسبوع شاباً من شباب ذي قار جريمته الوحيدة أنه قام بحملة لإزالة القمامة من شوارع وساحات مدينته، ورسم صوراً لبعض شخصيات الناصرية، ولأن كل شيء بالمقلوب فقد اتهم الشاب لاري عباس بأن الصورة التي رسمها للشاعر الراحل عريان السيد خلف تشبه صدام.. وعندما لم تنفع هذه التهمة لانها تهمة كوميدية، قالوا له أنت عميل لأنك تتلقى دعماً من منظمة "تعافي"، وبعد أن اطلقت القوات الأمنية سراحه حذرته من القيام بتنظيف الشوارع والساحات، فقمامتنا ونحن أحرار بها. تخيل جنابك أن شاباً يسجن لأنه تلقى دعماً من منظمة أمريكية سبق لها أن قدمت الدعم للكثير من المشاريع الثقافية والفنية، وهي منظمة تعمل بمعرفة الجهات الحكومية، لكنها تتحول إلى عميلة ومخربة عندما يتعامل معها بعض الناشطين. بماذا يذكركم هذا الأمر؟، بالتأكيد بالشباب والفتيات اللواتي قتلوا في البصرة لمجرد التقاطهم صورة مع القنصل الأمريكي، فيما معظم مسؤولينا الكبار يجلسون بكل أريحية إلى جانب السفيرة الأمريكية .

لعلّ ما جرى في حادثة الشاب لاري في الناصرية يؤكد أنّ أشياء كثيرة لم تتغيّر، وأن هناك من لا يريد أن يتعلّم.

هناك دول تنهض من ركام العدم لتصبح أغنى الاقتصاديات وتتفوق في الرفاهية والعدالة الاجتماعية، ودول تتحول إلى تجارب فاشلة للحكم، وأرقام سعيدة للسلاح الذي بيد الدولة والذي ترى فيها الحكومة أنه يبهج الشعب الذي يعاني أيضا من شعار"البطالة حتى الموت". تقول أرقامنا السعيدة إنّ نسبة البطالة بين الشباب تجاوزت الـ 40 بالمئة

نعيش مع وجوه متعددة للفساد، بل يمكنك عزيزي القارئ ان تقول انك نشاهد كل يوم مسرحية "الفساد للفساد"، فساد من من كل لون، بدأ بإغراق المجتمع بخطب وشعارات فاسدة، واستمر الفساد ينمو وينتشر، حتى وصل إلى التهام الشباب بالعمالة .

***

علي حسين

في المثقف اليوم