أقلام حرة

صلاح حزام: حول تقييم اطروحات الماجستير والدكتوراه من قبل العامة

قبل ايام جرت مناقشة اطروحة ماجستير قدمتها احدى الفتيات، وكان موضوعها هو صناعة الحلويات في كربلاء. لقد تعرضت الفتاة الى درجة عالية من التنمّر والسخرية من كل من هب ودب حتى لو كانوا أميين!!

ارسلوا مناشيرهم حول الاطروحة بعد ان تلاعبوا بالعنوان من أجل الامعان بالسخرية!!

ذلك أمر مؤسف ومحزن حقاً ان تسود الفوضى وتغيب الحدود الى هذا الحد..

صحيح ان العراق " ديمقراطي"، لكن ذلك لا يخوّل كل الناس ان يتدخلوا في كل الاشياء ...

عنوان الاطروحة ومحتواها هو شأن اكاديمي يتم الاتفاق عليه بين الطالب والمشرف والقسم العلمي.

الاطروحة لا تذهب بالضرورة لمعالجة مشكلة قائمة..

معظم الاطروحات في ارقى الجامعات، توضع في المكتبات فقط ولا تذهب لحل مشكلة..

(الدكتور المعروف الراحل عبد الجبار عبد الله الذي أخذ الدكتوراه باشراف اينشتاين العظيم، هل سمعتم عن عنوان وموضوع اطروحته؟؟ هل قيل لنا انها ساهمت في حل مشكلة في الفيزياء؟)...

الاطروحة هي في حقيقة الأمر بمثابة امتحان موسّع يحاول الطالب ان يُظهر من خلاله مدى اطلاعه على المصادر العلمية.

ذات الصلة بموضوعه وقدرته على توظيف معرفته في التحليل واستخدام البيانات بشكل صائب وتشخيص واستخلاص جوانب المشكلة واستخلاص الحلول او المعالجات.

اضافة بذلك يفترض ان يُظهر الطالب قدرته على الدفاع عن افكاره بشكل علمي متوازن وان يرد على الاسئلة التي تطرح عليه بشكل سليم...

العراق يستورد حلويات بمئات ملايين الدولارات ويحتاج الى دراسة اقتصاديات صناعة الحلويات، ما هو الخطأ؟

هل يريد المنتقدون اطروحة حول تصنيع الدبابات؟

قطاع صناعة الحلويات الذي يستورد بمئات الملايين من الدولارات، الا يستحق ان تقام فيه مشاريع استثمارية لتوفير فرص عمل وتحويل تلك الصناعة الى قطاع منظم يعوض الاستيرادات؟.

في رأيي ان هنالك العديد من الصناعات التي تستحق الدراسة طالما العراق يستورد كل شيء، حتى وان لم تُعجب الجمهور دراستها، ذلك الجمهور الذي لا يرضى عن شيء!!

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم