كتب واصدارات

(قارب الإنقاذ الأخير) كتاب جديد للدكتور محمد عمارة تقي الدين

صدر بالقاهرة كتاب جديد للدكتور محمد عمارة تقي الدين، وهو بعنوان(قارب الإنقاذ الأخير: نحو صياغة مستقبل أفضل للبشرية).

ويطرح الكتاب رؤية فلسفية تنظيرية لكيفية إنقاذ الإنسانية من المأزق الراهن الذي تعيشه، حيث تفشي الصراعات وتفاقمها وتزايد حِدّة المخاطر التي تتهدد وجود الإنسان على هذا الكوكب.

ولنترك القارئ مع بعض المقتطفات من مقدمة الكتاب:

" في اعتقادنا أنه لم يعد للإنقاذ غير قارب نجاة أخير، هو قارب القيم الإنسانية التي راكمتها البشرية على مدى تاريخها الطويل، لكنها ظلت هامشاً ولم ترتق لتصبح متناً يوماً ما، فما نبتغيه هو إعادة موضعة القيم الإنسانية لتسمو فوق الغرائز بحمولتها اللاأخلاقية ونزعتها النفعية البهيمية".

"لقد أعلن كثيرون عن فشل مشروع الحداثة إنسانياً، نعم تمكن من تحقيق مكاسب مادية كبيرة من منتجات ورفاهية حياتية غير مسبوقة، غير أنها، وكما يذهب البعض، لم توقف سعي الإنسان إلى حتفه الروحي والمادي معاً، إنها تلك الساحرة الشريرة التي أبطلت سحر الميتافيزيقا وجماليات ما وراء الواقع المادي المتعين لتفرض لعنتها المادية منزوعة الروح".

" نبتغي، عبر هذا الكتاب، الوصول لكتله إنسانية حرجة، أى عدد مُعتبر من البشر، من شعوب وأعراق ومناطق شتى في وحدة واحدة، وهم إنساني مشترك، تجمعهم أخوة إنسانية عالمية، فنحن جميعاً مشتركون في كوكب واحد ونسبح نحو ذات المصير".

"إنها المادة وقد غزت مستعمرات مملكة الروح، وغرست أنيابها المدبَّبة في قلب الضمير الإنساني، ومن ثم فرضت منطقها البراجماتي النفعي على الجميع، علينا إذن أن نصنع ثقباً في جدار المادة نطل منه على عالم الروح لنستنشق هواء الإنسانية الرائع، بكل حمولته القيمية الأخلاقية، وإلا متنا اختناقاً خلف هذا الجدار الأصم".

" هذا الكتاب هو دفاع عن الأديان السماوية في إصدارها الأول، إصدار السماء، في صفائه ونقائه وحمولته الإنسانية الرائعة، إذ يتمركز هذا الدفاع حول فضح استراتيجيات الزحف غير المُقدَّس للأيديولوجيات الفاشية العنصرية على الدين، والتي حوَّلته من دعوة محبة وسلام إلى بيان حرب وانتقام، ومن ثم سنعمد إلى تعرية استراتيجيات قومنة الأديان وأدلجتها، تمامًا كما فعلت الصهيونية باليهودية، وهكذا تفعل الأيديولوجيات العنصرية بكافة الأديان، إنها تقتات على المُقدَّس، تتسربل به وتتغذى من دمه وروحه".3298 قارب الانقاذ

" ندعو إذن للإعلان عن إقامة جمهورية عالمية، هي جمهورية الإنسانية، وإقرار ضريبة تسمى ضريبة الإنسانية، تكون مصارفها: وأد النزاعات الدولية، والحد من التلوث، وجسر الفوارق الطبقية، وإحياء قيم الإنسان عبر الوصول لحالة التوهج الروحي والضميري داخله".

" أن نؤسس لحضارة جديدة: حضارة إطعام الجوعى: جوعى المادة وجوعى الروح، فالحضارة الغربية أفقرت أكثر من 97% من سكان العالم مقابل ثراء فاحش للآخرين، في حين أن جوعى الروح في الحضارة الغربية لم تطعمهم بالمطلق بل بالغت في حرمانهم".

" لقد جاء قرارنا باتخاذ الصراع العربي الصهيوني، كنموذج دراسة حالة دون غيره من الصراعات العالمية، لأنه تجسيد حقيقي لما تعانيه البشرية من تردٍ وظلم وعدم عدالة ولا إنسانية وافتقادها للتراحمية، وذهابها بعيداً فيما يُعرف بسياسة المصالح والنفعية الآنيّة، وتبدي منطق القوة والبراجماتية الفردية وسياسة الأمر الواقع بشكل وقح وفج في الصراعات والعلاقات الدولية، ومن ثم سنرى كيف وأن الحل الانساني والعادل في آن، لهذا الصراع، وفق نظريتنا (الحتمية الإنسانية)، سينعكس بالسلام والسكينة على العالم أجمع".

" ستحاول هذه الدراسة إضاءة قناعة مفادها أن هناك حضارة واحدة(وليست حضارات عدة)، هي الحضارة الإنسانية، لها مركز وأطراف، المركز والعاصمة الآن هو الغرب، لكنه وضْعٌ مؤقت، فإن كان هو قاطِرتها في تلك اللحظة فإنها وضعيّة ليست أزليّة، وعلى الغرب أن ينظر للعالم من تلك الزاوية، فالأيام دول، والزمان سمته المركزية التقلُّب، إذ من شأن تلك النظرة والرؤية الفلسفية أن تجعل هذا الغرب يتخلى عن رؤيته الاستعلائية التي طالما سيطرت عليه، وسكنت وجدانه طويلًا، والتي من رحمها خرج الانحياز الغربي ضد الآخرين".

" كما ستحاول هذه الدراسة دحض المقولات التي تدَّعي أن الدين هو سبب تفشي العنف في هذا العالم، بل إنه التوظيف السياسي السلبي للدين، هكذا كانت الحروب الصليبية، وهكذا كان العدوان الصهيوني على فلسطين، وكلها انبثقت من رحم الحضارة الغربية، تقول الباحثة كارين أرمسترونج بعد بحث طويل في هذه المسألة: "إن تفشي الإرهاب والعنف في العالم، هو بالأساس نتيجة للسياسات الغربية الظالمة تجاه الآخر، غير أن المجتمع الدولي وجد كبش فداء ليحمل كل خطاياه، وهو الدين".

" وفي النهاية، فإن هذا الكتاب هو بداية، أعتقد أنها جادة، لمشروعي الفكري الذي أوقفت عمري عليه، وهو إعادة موضعة القيم الإنسانية الخالدة لتصبح متناً وليس هامشاً في كتاب البشرية الذي امتلأت صفحاته حروباً وصراعات".

 

في المثقف اليوم