كتب واصدارات

الدين والفلسفة.. عرض كتاب جديد

اصدارات فلسفية جديدة

بعد جهد عامين اصدرت لي دار غيداء الموقرة اربعة كتب فلسفية دفعة واحدة 2022 ساعرضها على صفحتي تباعا وعلى صفحات بعض المواقع العربية المحكمة بالفلسفة  يتضمن كل كتاب تعريفا بالعنوان والمحتويات والمقدمة معتبرا هذه الاصدارات الفلسفية هدية متواضعة مني لكل الاحبة والاصدقاء الذين يباركون لي هذا الانجاز متمنيا التوفيق للجميع واود اعلامكم ان نسخ الكتب تتوفر في معرض بغداد الدولي القادم للكتاب 2022  ...

الباحث الفلسفي علي محمداليوسف /الموصل /نيسان 2022

***

الدين والفلسفة

تأليف: علي محمد اليوسف

المحتويات

المقدمة

الفصل الاول: الاله والطبيعة والانسان

الفصل الثاني: بداية الخليقة في اللاهوت الديني

الفصل الثالث: الايمان الديني والعقل

الفصل الرابع: الاخلاق بين الدين والفلسفة

الفصل الخامس: المعجزة الدينية وقوانين الطبيعة

الفصل السادس: الدين واللغة الصوفية

الفصل السابع: باروخ اسبينوزا: الجوهر في وحدة الوجود

الفصل الثامن: الموت والدين في الفلسفة الغربية المعاصرة

الفصل التاسع: النزعتان المادية والمثالية في وحدة الوجود

الفصل العاشر: شخصنة الايمان الديني

الفصل الحادي عشر: الخلود في عصر النهضة

الفصل الثاني عشر: مادية هولباخ والمعجزة الدينية

الفصل الثالث عشر: وحدة الوجود الوهم والحقيقة

الفصل الرابع عشر: الاسلام السياسي ومازق العصر

الفصل الخامس عشر: الدين والمعطى الفطري للتديّن

الفصل السادس عشر: عجز التنظير في اصلاح الفكر الديني

الفصل السابع عشر: اصلاح الفكر الديني ضحية النخب الثقافية أم رجال الدين؟

المقدمة

يضم الكتاب مباحث فلسفية عديدة ومتنوعة في معالجة جوانب الارتباط والتعالق بين الاديان التوحيدية منها وغير التوحيدية بالفلسفة. وقد يذهب الالتباس الى ان الدين لا يلتقي الفلسفة باعتباره نوعا من مباحث الميتافيزيقا التي تمجد الايمان القلبي الماورائي الذي ينّحي العقل جانبا. التي نأت الفلسفة بنفسها عن الخوض به بمنطق فلسفة العقل، وهي وجهة نظر غير محسومة لدى عديدين من الفلاسفة الذين يعتبرون الانسان كائن ميتافيزيقي نوعي كما هو شانه كائنا اجتماعيا ناطقا. ولا يمكن الغاء الجانب الميتافيزقي الذي يحتوي الانسان بالفطرة الطبيعية الذكية التكوينية له، والانسان منذ المراحل البدائية الانثروبولوجية لوجوده كانت نوازع الدين تلازم تفكيره في محاولته معرفة حقيقة نفسه وعلاقته بالطبيعة.

بالحقيقة كان فيورباخ اول فيلسوف معاصر عالج مسالة الطبيعة هي المصدر الديني الاول في اختلاق الانسان لما عرف بعد عصور طويلة بالدين الذي مر بمراحل اسطورية وسحرية وميثالوجية خرافية ولم يكن وجود الاله الواحد المقدس ذي القدرات اللامحدودة والطاقات والسيطرة على الظواهر الطبيعية التي كان الانسان يعتبرها مصدر خوف وقلق يلازمه ولا يهديء من روعه سوى اله يعبده كمقدس لا يجاريه في القدرة والامكانات التي يجدها ايضا لا تمتلكها الكائنات الحية الاخرى غيره ايضا.

لذا إرتأيت ان يكون مفتتح محتويات الكتاب هو  تعالق الطبيعة في تخليق الانسان لمعبوده في تذويته لصفاته الانسانية وخلعها على الاله المعبود كما يذهب له فيورباخ افردت له مبحثين. اذ من المعروف عن فيورباخ  النزعة المادية وتعلقه الشديد بحب الطبيعة واعتباره لها المصدر الوحيد الذي بضوئه نستطيع معالجة غالبية قضايا الفلسفة في مقدمتها اختراع الانسان للدين. ومن المعلوم الثابت أن فيورباخ فيلسوف مادي ذو نزعة تاملية صوفية.

وانتقلت في فصول لاحقة الى مناقشة مذهب وحدة الوجود في علاقة الصوفية بالفلسفة في فصلين ، اعقبتها بثلاثة فصول عن المعجزة الدينية في اللاهوت اليهودي والمسيحي، بضمنها اشكالية الجوهر لدى اسبينوزا في تفرده به بنظرية فلسفية تخالف السائد بتاريخ الفلسفة عبر قرون طويلة ان الجوهر يدرك بدلالة اسبقيته  الوجود كونه هو الخالق للطبيعة غير مخلوق حسب اسبينوزا، اذ كان السائد ان الجوهر يعرف بدلالة الوجود السابق عليه. وختمت فصول الكتاب باربعة فصول تبحث تعالق ازمة الاديان التوحيدية في السياسة ما اضفى عليها وجهات نظر عديدة تنبثق عنها تلك هي ثنائية العلاقة بين الثراث العربي الاسلامي بالمعاصرة التي اصبحت منذ بدايات القرن التاسع عشر محور معالجة هذه الاشكالية التي تضاربت فيها الاراء، وتشعبت فيها وجهات النظر العديدة حيث لا يوجد مفكر عربي الا في النادر القليل لم يدل بدلوه فيها.

عالجت بالكتاب مركزية الاهتمام اللاهوتي المسيحي بشكل استثنائي  ثنائية الدين والفلسفة وما رافقها على امتداد قرون طويلة عابرة للعصورالوسطى من تضادات عدائية وصلت اوجها في وقوف رجال الكنيسة بالضد امام الاختراعات العلمية الجديدة الحديثة حيث تم حسم الموضوع لصالح العلمنة الفرنسية وفق الوثيقة التي التزمتها فرنسا منذ العام 1905 حيث ابعدت تدخل رجال الدين في شؤون الحياة العامة وفسحت الطريق امام النهضة الاوربية ودخول عصر الانوار. وتناولت في فصلين الموت والخلود في التراث اللاهوتي الغربي.

خصصت اربعة فصول الاخيرة من الكتاب لمعالجة علاقة الدين والاسلام السياسي بمنظور التفلسف العربي والفكر النقدي الاصلاحي وما هي النتائج التي توصلتها في محاولة تحديث الحياة العربية؟ بعد مضي قرنين من زمن الشروع في محاولة مزاوجة التراث العربي الاسلامي بالمعاصرة الحديثة التي لا يشترط أن يكون معيار النجاح فيها المقارنة مع التجربة الاوربية الرائدة في النهوض الحضاري والتقدم العلمي المطرد..أو المقارنة بالاستشراق الغربي المنحاز الى جنبة معاداة ما تصفه الجمود في الفكر العربي.

اسلوب ولغة الكتاب الفلسفية هي من الوضوح غير المخل توخيت فيه ايصال المعرفة الفلسفية بعلاقتها بالدين بشكل لا تعقيد فيه ويقوم على مقارعة الحجة بالحجة في منهج مقارن ومتداخل، ومحاولة جمع التضادات النظرية الفلسفية في محورية أين اصبحت مكانة الفلسفة اليوم في علاقتها مع العلم والدين؟.

واترك للقاريء متعة القراءة والفائدة المرجوة من سبعة عشر بحثا بما لا تستطيع هذه المقدمة البسيطة الاحاطة الكاملة التعريف بها، ويبقى الكتاب ملك القاريء المتلقي بعد انتهاء مهمة المؤلف.

***

علي محمد اليوسف /الموصل

تموز 2021

 

 

في المثقف اليوم