هايكو

سارة تيسدال: زنابق الماء

خمس قصائد للشاعرة الامريكية

سارة تيسدال

ترجمة: بنيامين يوخنا دانيال

***

1 – أغنية ليلية في أميلفي

سألت إله النجوم

ماذا أستطيع أن أهب

حبي؟

فرد علي بهدوء:

الصمت المطبق...

سألت اليم المدلهم:

صيادو السمك

هؤلاء،

إلى أين ييممون

وجوههم؟

فأجابني بهدوء:

إلى حيث يسود

ما هو دون الصمت...

آه، بمستطاعي

أن أبكي

حبي...

آه، في مستطاعي

أن أترنم له بأغنية،

و لكن، كيف ألوذ بالصمت

حياله.. ما حييت !!؟؟

**

2 - زنابق الماء

إن كنت قد نسيت زنابق الماء

العائمة في البحيرة

المظلمة،

وسط الجبال

عند الأصيل..

إن كنت قد نسيت نداها

و هي وسنانة،

يفوح منها أطيب الاريج

فلك أن تعود

دون أن يمسك الوجل

بتلابيب قلبك

و إن كنت تتذكر،

فحول عنها مبتعدا،

و دوت إياب

شطر السهول

و المروج

حيث توزعت الغدران

القصية

واحدة... واحدة

هناك سوف لن تتملكك

رغبة المجىء

للفوز برؤية زنابق الماء

في الغسق...

كما إن شبح

الجبال،

سوف لن ينقض على قلبك.

**

3 - سوف لن أكترث

عندما أقضي نحبي

و ينفض نيسان المشرق

فوقي

شعره الذي بللته الامطار،

سوف لن أكترث

بالمرة:

إن انحنيت فوقي،

محطم الفؤاد...

فسوف أرقد بسلام

أشبه بالسرحات

المورقة،

و قد غابت في وداع،

بينما أغصانها منحنية

بفعل زخات

المطر...

و لسوف ألزم

الصمت..

أكثر منك،

و سوف يغدو فؤادي

أكثر برودة

من فؤادك

هذا الآن...

**

4 - ليلة ربيعية

المنتزه يعج بالسديم،

و تخيم عليه الظلمة

الدامسة.

و ستائر النوافذ

المطلة،

مسحوبة على الدنيا.

المصابيح الوسنانة

التي تحف بالشوارع القريبة،

كابية مرصعة باللآلىء

و الطرقات الخالية من السابلة:

ذهبية

براقة..

و بركة الماء

الغارقة في السديم

صقيلة..

المرايا تترقرق كالأسياف

الغائرة،

عندما تسل..

آه، أما يكفيني

كل هذا الجمال

ألذي يحيط بي؟

ينبغي أن يتألم حلقي

من كثرة الثناء عليه،

يجب أن أركع للسماء

من البهجة

ألتي أسبغت علي ها هنا،

هذي الساعة.

آه، أيها الجمال

ألست كافيا؟؟

فلماذا بكائي

اثر الحب؟

لماذا خلعت كبريائي؟

لماذا فقداني للقناعة؟

لأجل من:

يجدل الليل الاليل

شعره الأسود هذا

بالضياء؟

لمن يتقد

كل هذا الجمال

أشبه بالبخور المحترق

في مليون مبخرة؟؟

آه، أيها الجمال

ألست كافيا،

فلماذا ذرفي للأدمع

غداة الحب..

هذي الساعة؟؟

**

5 -  لتكن منسية

لتكن منسية

كما الورود

كما النار ألتي تغنت بالنار

لتكن منسية أبدا.. أبدا

إن الزمن

لهو خل لطيف

المعشر

إنه يجعلنا نهرم

لو سألك أحدهم

قل:

قد صارت منسية

كما النار

كآثار أقدام

في جليد منسي

مذ زمن بعيد....

***

Modern American Poetry، Louis Untermeyer. Harcourt College Pub ; Enlarged edition (June 1، 1962 ).

* (سارة تيسدال) (8 آب 1884 – 28 كانون الثاني 1933): شاعرة أمريكية ماجدة، غزيرة الإنتاج. عاشت حياة زوجية غير موفقة، انتهت بالطلاق. عاشت بقية حياتها متوعكة الصحة، تعيسة حتى وجدت غارقة في حمام شقتها بنيويورك على نحو مأساوي، ودون أن يعرف أهي التي اختارت الانتحار، أو ان ذلك كانت نتيجة حادث. من أعمالها: سوناتات إلى دوز 1907، هيلين طروادة و قصائد أخرى 1911، أنهار للبحر 1915، أغاني الحب 1917، نار و ظل 1920، قوس قزح ذهبي 1922، ظلمة القمر 1926، و نصر غريب 1933. نشرت ترجمة القصيدة الأولى والقصيدة الخامسة في جريدة (خه بات) العراقية، العدد (686 ) في 28 / 7 / 1993. عن (في مرفأ الشعر للمترجم) أربيل – العراق 2001.

في نصوص اليوم