روافد أدبية

صبيحة شبر: الجمال المتهم

ارتفع صوت العمة وهي تمسح وجه ابنة اخيها:

- لماذا تضعين الاحمر وانت ما زلت صغيرة لم تتزوجي؟

- لم اضع شيئا!

- ولماذا وجهك احمر لونه؟

- لا ادري، انها طبيعة وجهي!

- ولماذا وجهي انا ليس احمر؟

- لأنني ما زلت شابة

- هل تسخرين مني؟ انا شابة اكثر منك لماذا وجهي يبدو شاحب اللون؟

- لا ادري، ربما لأنني اعتني بطعامي وامارس الرياضة؟

- وأنا لا اعتني بالطعام وازاول الرياضة،؟ لماذا وجهك اكثر احمر ارا من وجهي؟

- سلي طبيبك يخبرك عن السبب!

- لا تسخري مني يا مفعوصة انت!

تنطلاق ضحكة صاخبة من الجارة الزائرة!

- لا تبتئسي سيدتي، لقد ولى عنا عصر الشباب وابنة اخيك ما زلت في العنفوان!

- صحتي ممتازة، لماذا يكون وجهي شاحبا؟

- فات الزمان سيدتي!

تواصل العمة مسح وجه ابنة اخيها  الصاغرة امام المنديل وهو يذهب ويجيء امام الوجه الشاب والسيدة التي وخطها المشيب تتذمر وتشتكي،

- انت تزيدين من احمرار وجهه ابنة اخيك بعملك هذا!

- وماذا يجب ان افعل؟

- لا تفعلي شيئا، كلنا نعرف ان ابنة اخيك لم تضع شيئا على خدودها، وجمالها رباني!

- الم تعرفيني حين كنت بعمرها؟

- بلى، كنت ذلك الزمن تفاحة كلنا نعجب من جمالها العجيب!

- واين ذهب ذلك الجمال؟ لم يعد منه شيء كما ألاحظ!

- لا تحزني، كلنا في الهوى سوى!

- ولماذا لم ار انا الهوى؟

- كل عمر وله نصيبه من الجمال!

 تواصل العمة مسح وجه ابنة اخيها، وتقرب المنديل الابيض الى عينيها لترى اثار المسح، فتجده ابيض يبريء ابنة الاخ من الاتيان بعمل يسيء الى الاعراف، تواصل الجارة الضحك بصوت عال:

- دعك من ابنة اخيك، هي هادئة، صبرت امام اتهاماتك لها

- لا يمكن ان تفعل شيئا فهي ابنة اخي

- ولماذا ابنة اخي ان تتذمر دائما؟

- الناس يحتلفون يا جارتي العزيزة ..

تنتهي العمة من الدعك وتدع ابنة اخيها تقفز فرحة .

***

صبيحة شبر

ا آب 2022

في نصوص اليوم