روافد أدبية

علي محمد اليوسف: متاهة عشق

تعالي افتحي مملكة عشق

تُخوم بحر صاخبٍ

يقضُّ مَضجعي بِعناقٍ ازلي

مُعلقٍ بفضاء سرمدي

بلا قرار

ساعة انتظار

لحظة انتحار

تعالي.. أروِ ظمأك المزمنِ

المُعتّق بحرمانِ الخيال الأعزل

من ينبوع نخلةٍ فارعةِ الظلالِ

تغتذي زُرقةَ السماء

تعانق مِدادَ الصحراءِ الهاجعة

في سكونها الغامضِ البهي

ولَهيبها اللافحِ بالحرمانِ الشقيّ

تتنفس في امتداد الأفقِ

حلما منسرحِا بلا نهاية

" 2 "

تعالي خذيني …

لدنياك المعلقةِ بوترٍ وهمي

ما بين اللحظةِ والجسدِ

مسافةً خرقاءَ يطويها الترقبُ

يَحرقها الحرمان

يَفنيها الوجدُ

يُحييها الاعصارُ المعتلجِ بالجسد شهوة

خذيني لعالمكِ الخرافي

خذيني لعالمك السحري

لمدارات عشقٍ نابضةٍ بالحياة

تنزل بنا شواطئ مجهولةٍ

تأخذنا في متاهة ألم ،

تعالي … إطوِ بقدميك الحافيتين

مسافاتِ الزمنِ المحترقِ بيننا

ولحظاتِ جُنون الانتظارِ

تعالي … اقتربي مني زيتونة الشمال

اخرجي إليَّ امرأةً

يَخضلُ نهداها بالزنبق والإزهار

وبعطر الجسدِ الملتهبِ ناراً

نرحل عميقا …

فينطفئُ شلال

خذيني لمسافةِ عشقٍ تَتَوزعها دمعتانِ

دمعةُ وَجْدٍ حَّرى

وأخرى حَرقةُ حرمان

اطلعي عليَّ كالصبحِ أَول النهار

جسداً خارجَ حدودِ الاسوار

مُكللاً بالغار

صورةً خارجَ الإطار

" 3 "

اطلعي عليَّ نخلةً مباركةً

تُساقط رُطبا جنيّا

انبَعثي من عمقِ ضياعكِ الذاوي

مِن زمنكِ التائه

من صَحراءِ هواكِ المُحرَّم بالقُبَلِ

واحتراقِ الجسدِ

نَبعا يَغتذيه الوَجْد

يبكيهِ الغزلُ

انبعثي منِ بحركِ الصاخبِ بلا قرار

دَعينا ندخلُ سويةً متاهةَ المٍ سرمديةٍ

تَتَقاذفُنا أمواجُ إعصار

نَلغي تَضاريسَ الجسدِ

تُوحدنا معاً

نَكون معاً

بلا حدود … بلا اسرار

دَعي ليَ رخامتي فيدياس (1 )

تغفوان فوقَ عشبي

فَوق صدري

تغرقان في صخبٍ مشتعلٍ باللحظة

تَوسدي صهيلَ القلقِ الهائج في جسدي شهوة

امتطي صهوةَ الصخبِ المائجِ

في عمقي الجامح بالرعشة

ينتشي الحب على شفاهكِ

رذاذاً ناعما يَنعمُ بالبهجة

وتعرشُ على راحتك المنبسطةِ

بتعبٍ دافقٍ زهرة

يَستحمُّ الهدوءُ الساكنُ بصمتِ المكان

بِلا زمنٍ

بلا همسٍ

بلا حركة …!!

***

علي محمد اليوسف

...................

* فيدياس نحات اغريقي

في نصوص اليوم