حوارات عامة

حوار مع: الشاعرة الايطالية ماريا لوزا سباتسياني

درست اللغات في جامعة تورينو واشتغلت فيما بعد كاستاذة في جامعة مسينا، تزوجت باميل زولا سنة 1958 بعد علاقة عاطفية بينهما دامت عشر سنوات وتطلقت منه سنة 1960 وعاشت مع الشاعرالايطالي الحائز على جائزة نوبل في الاداب اوجينيو مونطالي الذي كانت تعرفه منذ 1949 وكانت بينهم عدة أعمال مشتركة في الترجمة والانتاج الشعري من بينها القصائد الغنائية مياه السبت، ترشحت لجائزة نوبل للاداب ثلاث مرات سنة 1990 و 1992 و1997 ولها عدة أعمال مترجمة لعدة لغات من بينها: ديوان أهمية الذاكرة نشر سنة 1966 و عبور الواحة نشر سنة 2002 والقمر قد علا سنة 2006 والملحمة الفرنسية التي تحكي عن حروب المائة سنة بين فرنسا وبريطانيا والبطلة المفوضة من الله لتحقيق النصر لبلدها فرنسا جان دارك الذي نشر سنة 1990، وهي الان رئيسة جمعية تقافية بروما ومسؤولة عن جائزة مونطالي للشعر الايطالية، وفي لقاء خاص معها تقول :

 

- هل يمكن القول إنك وصلت قمة الهرم بالزخم الأدبي الذي أنتجتينه وبترشحك لجائزة نوبل للاداب لثلاث مرات على التوالي؟

- الشهرة التي تضمن الاعتبارات والجوائزالكبيرة والصغيرة تثلج الصدر،طبعا، كإشارة إلى التقدير والاحترام .وعادة ما تمثل الادراك النقدي، كما أنها تمثل الامكانية الحقة لاستقطاب القراء . نقول إن هذا المقياس مهم، لكن علينا أن لا نعطي للجوائز الأسبقية. إنساني أن نهتم بما يفتح أمامنا من فرص الجوائز النقدية، لكن، الكتاب المعروفون نسبياَ يتوجب عليهم أن لا يخوضوا المسابقات حتى لا ينقصوا الفضل والإمكانية لذوي الحاجة، لؤلئك المبتدئين .

 

- إلى ماذا يعزى غياب الشباب عن الساحة الثقافية الايطالية؟

-  هذا العزرف أو عدم الاهتمام بالحياة الثقافية ليس ظاهرة تقتصرعلى ايطاليا . التسابق الإعلامي كثيف، من دور السينما والتلفزة غلى الانترنيت ...الخ، والتي تتطلب أقل جهد ثقافي. من الممكن مجابهة هذه المبارزة خصوصا مع امتلاك القليل من الحس النقدي وأسلحة للمقاومة. لكن، هذان الشيئان يكتسبان معا مع الثقافة، ولهذا فإن الثقافة هي الشيء المهم وبشكل خاص وتبدأ من المدرسة.

 

- هل للشاعر مونطالي دور في تأسيس شخصيتك الابداعية؟

- حضور مونطالي في حياتي كان مهما، كنت قد حفظت عن ظهر قلب وما زلت احفظ في الذاكرة اجزاء من "عظام السيبيا، الحبّار" واستخلصت أن أشعاره "للبحر المتوسط " غنية بالعجائب ومن الصعب ان يبدعها آخرون. تمتعت في علاقتنا التي دامت أربع عشرة سنة و طبيعي أن يكون لي كل شيء من كتاباته النثرية الثمينة بالنسبة إليّ. أستطيع التقرير إن كان له جزء بسيط في تأثير قصائده عليّ. لكنني أحتاج للتذكر أنها لاعدالة تاريخية وأنه ظلم كبيرة بإنكار عطاء الشاعرات وبوضعهم في المرتبة الثانية حينما يقترنون في مجال الابداع بأزواجهن، وآبائهن أو أحبائهن في نفس المهنة.

 

- في ديوانك عبور الواحة خرق لمجال العري أو الاعتراف لطرح حالات تخترق الاخلاق من اعترافات شاعرة عن امسيات حب عاشتها، ما هي الرسالة التي تودين إبلاغها من خلال الديوان؟

- إذا كنا نتكلم عن أشعار الحب المتضمنة في ديوان عبور الواحة، فيجب علينا أن نتذكر بأن الحب هو أقوى محرك نفسكوني، هو أكبر اطروحة للالهام الشعري . الحب هو اسمى علاقة بين مخلوق وآخر، بين رجل وامرأة ، لكن، طاقته الشمسية تصيب وتلحق الجميع . كما الأعشاب تستيقظ وتستقيم مع وضوح الخيط الأول من شعاع الفجر . حصراَ عند الحب الصادق يمكن ان نعيش الحياة مائة بالمائة.

 

- من موقعك كمديرة لمركز مونطالي كيف تقيمين الواقع الثقافي الايطالي وكيف تستشرفين مستقبل الثقافة؟

- مركز مونطالي، الذي دام أكثر من عشرين عاما ، والذي أسسته أنا وماريولوتسي ودجورجو كابروني ودجورجو بساني و أتّيليو بيرطولوتشي وآخرين، أنجز نشاطات شعرية، نقدية من جهة ومن جهة أخرى إعلامية . اختير وعرّف على مئات من الكتاب الجدد وذهبت به قدما بايمان وأمانة وكفاءة لنشر تعليمات الاساتذة الكبار النزيهه و الذين أشهروا اشعار مونطاليا إلى أعلى.

 

- ماريا لويزا سباتسياني كأم، كيف توازين بين اهتماماتك الابداعية وحاجيات الأمومة والانوثة؟

- هناك عدة نساء مبدعات في شتى حقول الروح الانسانية هن أيضا أمهات قويات وحنونات، وفي رأيي فإن الأشياء تتوافق. كتابة الموسيقى أو الشعر، الألوان، الريشة أو النحت بالرخام كلها نشاطات عينية، هي كذلك حقا، لكن، لكل منها وطن وهو الروح، هي طريق الروح، الومضة التي تضيء كل حركة، لتلك الأكثر وضاعة والأكثر خلوداَ . لنذكر اسماَ قاسماَ للجميع وخير مثال على هذا هو اسم غني عن التعريف في مجال العلوم هو السيدة كورين الأم الرائعة التي كانت نموذجا في تربية أولادها، خصوصا ابنتها ايفان التي كانت بالنسبة لها شعاعا اوصلها إلى جائزة نوبل في الكيمياء، الجائزة التي حازت عليها أمها كورين من قبل.

 

- كلمة تودين قولها للقارئ العربي؟

- أريد القول لكل أصدقائي العرب أني أقدم لهم كل تقديري واحترامي لعلومهم، وتاريخهم وكتاباتهم الروائية التي تعتبر ملاذ وازدهار الخيال لمبدعيهم . أريد دراسة إنتاجكم الشعري بشكل جيد، الذي يظهر لي بأنه صعب جدا لايصاله إلي قيمته الحقة الموضوعية والموسيقية. شرف كبير لي (ومغامرة كبيرة)أن أقرأ أشعاري باللغة العربية.

 

 

أجرى الحوارزينب سعيد  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1120  الاحد 26/07/2009)

 

في المثقف اليوم