حوارات عامة

القاصة المغربية عائشة بورجيلة... في ضيافة المقهى؟؟!

"عود الحملة"، صدى إبداعاتها دفعني إلى إجراء هذه الدردشة القصيرة....

 

 من هي عائشة بورجيلة؟

عائشة كاتبة في بداية الطريق، تلتمس من الكتابة نورا ترى به نفسها أولا، والعالم ثانيا، تلتمس هواء نقيا يشاركها فيه أشباهها هنا وهناك.. وتضن به حتما على من يسعى إلى تلويثه..

 

كيف جئت إلى عالم الإبداع؟

لا أعرف إن كنت سعيت إلى الإبداع..

غير أنني واثقة  من أن القراءة قبل الكتابة ملأت  جانبا أحسسته فارغا  بثنايا روحي.. طبعا يكون الملء مؤقتا .. فراغ يعقبه ملء، يعقبه فراغ....

دوائر حلزونية لا متناهية، الكتابة   أيضا مرحلة متقدمة نسبيا من هذا الشكل الحلزوني..

 

هل تؤمنين بوجود أدب نسائي في المغرب؟

لا أحب هذا المصطلح: مصطلح الأدب النسائي. الأدب أدب بغض النظر عن جنس كاتبه.

أتقبل أن يتم الفصل في حالة واحدة: الدراسة والبحث في خصوصيات الكتابة.. أومن بوجود أقلام رائعة من الجنسين، أومن أيضا بأن المرأة أجدر بالكتابة، الكتابة إحساس، والمرأة، والمرأة الكاتبة تحديدا فيض من أحاسيس، أحاسيس الإنسان أولا،ثم أحاسيس الأنثى ..

 

ما هي طبيعة المقاهي في تارودانت؟ وهل هناك خصوصية تميزها عن المقاهي الأخرى؟

طبيعة المقاهي في تارودانت تشبه مثيلاتها في باقي المدن المغربية العتيقة، ترتادها المرأة أحيانا لكنها لا تسلم من نظرات الشك والريبة خصوصا أن مرتاديها عادة - أو لنقل  أغلبهم- من عشاق الثرثرة والعاطلين الهاربين من الفراغ / الضياع..

 

هناك نظرة احتقارية للمرأة المغربية التي ترتاد المقهى، في نظرك ما هي الأسباب؟

النظرة الاحتقارية للمرأة التي ترتاد المقهى بعض من كل، المرأة  تتلقى نظرات احتقارية بقدر ما تتجاوز التقاليد، بقدر ما تبتعد عن دورها المرسوم لها مسبقا،بل بقدر عدد مرات خروجها من البيت، لأننا مازلنا أسرى للمظاهر، يكفي أن يكون مظهرك محترما لتكوني محترمة، والعكس صحيح، بمعنى أن انفتاح المرأة (تحررها) في حركاتها وسكناتها مدعاة إلى  إحاطتها بعلامات استفهام عديدة..

 

هناك من يعتبر للكتابة في المقهى طعم آخر ما رأيك في ذلك؟

أظن من الطبيعي أن تكون للكتابة بالمقهى طعم آخر بحكم ارتباطها الحتمي بالمكان. بالنسبة لي، ما جربت الأمر، أنتمي إلى عائلة بدوية، وإلى قبيلة فلاحين، الطبيعي إذا أن  كتب وأنا أنصت إلى الطير والشجر ..

 

ماذا تمثل لك: الطفولة، الكتابة، الصداقة؟

 الطفولة: فطرة الله التي فطر الناس عليها، نبع الإبداع ومعينه الذي لا ينضب، كلما  بحثنا عن الطفل الكامن فينا، كلما تدفقت أسئلة المتعة الأدبية شفافة، طرية وشهية ..

الصداقة: مرفأ إنساني خاص..

الكتابة: غرفتنا السرية.. سفر  نحو الأعماق لاكتشاف ومناوشة الجميل والأجمل بداخلنا وإعلانه للذات أولا وللعالم ثانيا..

 

كيف تتصورين مقهى ثقافيا نموذجيا؟

بما أنني بطبعي أميل إلى العزلة وأعشق الإنصات إلى ضوضاء نفسي، أجدني  أميل إلى الحديث عن أشياء أخرى غير المقهى، حديقة مثلا، أو جزيرة  أو أي مكان / حلم يمكن أن يحقق لي هذه  المتعة وأن يضم أجنحة  تساعدني على تحقيقها: مكتبة كبيرة، جناح للموسيقى وآخر للوحات الفنية وثالث للوحات الطبيعية، أتصور حلمي حديقة مفتوحة بعصافير وفراشات وكتب طبعا..

 

******

سعيدة  جدا باستضافتك الكريمة...

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1181 الاحد 27/09/2009)

 

في المثقف اليوم