حوارات عامة

بين الواقع والتخييل مسافة اسمها القصة.. مقابلة مع ناجي ظاهر أجرتها: مي عودة

ناجي ظاهرتضرب جذوره في قرية فلسطينية مهجرة منذ عام 48، تدعى سيرين. ولد في مدينة الناصرة بعد سنوات من تهجير اهله القسري. نما وترعرع في الناصرة. قاص وشاعر وصحفي عمل في الصحافة، الادبية خاصة، منذ شبابه الاول وما زال يعمل فيها. ابتدأ الكتابة عام 1965 وهو لما يزل على مقاعد الدراسة الا انه يعتبر عام 1968 بدايته الحقيقية في عالم الكتابة. صدر له حتى الآن اكثر من ستين كتابًا. ترجم عدد من كتاباته إلى لغات اجنبية. حصل على جائزة الابداع الادبي عام 2000. ناشط في الحياة الادبية والثقافية ويُعلّم الابداع الادبي للطلاب منذ سنوات بعيدة. انه الكاتب الاديب ناجي ظاهر. يعرف فيما يلي بحياته الشخصية والعامة ايضًا ويُلقي المزيد من الاضواء على جوانب غير معروفة في حياته وتجربته.

- الحديث عن سنة ومكان الولادة، الاهل والعائلة، مكان السكن ...

* ولدت بعد سنوات من التهجير القسري لأبناء عائلتي من قريتهم الوادعة سيرين.. واشير إلى ان اسم قريتي مأخوذ من كلمة يونانية قديمة هي السارونة وتعني حورية الماء.. وهي امرأة نصفها سمكة ونصفها الآخر بشر. اما مكان الولادة فقد كان في الناصرة. تنقلنا في اكثر من حي منها حي النبعة في سوق البلدة القديمة. والحي الشرقي وقد شهد شطرًا من يفاعتي وحي الصفافرة. قبل سنوات، بعد وفاة الوالدة تحديدًا، تشتت ابناء اسرتي ايدي سبأ، فأقام كل منهم في واحد من احياء الناصرة.. اقيم حاليًا في حي شنلر.

- من اين بدأت فكرة الكتابة لديك؟ كم كان عمرك؟ هل كان هناك من دعمك ؟ من هو ولماذا؟...

* في الطفولة الاولى كنت طفلًا شقيًا.. لم اعش طفولتي.. وكانت والدتي رحمها الله تطلق علي وانا لما ازل في الثالثة او الرابعة صفة الختيار، فكانت تطلب من نسوة الحارة أن يصمتن عندما ادخل الغرفة. لاعتقادها انني سأفضحهن وسأروي كل ما تحدثن به وتفوهن لأبناء الحارة. في البداية شاهدت عند الجيران كتلة خشبية تطلق اجمل الانغام. عرفت فيما بعد انها آلة العود.. فهِمتُ بها. إلا أن الحلم مات فور ولادته بسبب فقر الاهل. بعدها اكتشفت طاقة على التمثيل والاخراج، وكان هذا عندما كنت اروي ما استمع إليه من حكايات ترويها جارتنا قادرية الملا رحمها الله، لأبناء الحارة وكنت اوزع عليهم الادوار ليقوموا بتمثيل ما أرويه من قصص. عندما بلغت الثالثة عشرة من عمري طرق باب بيتنا من يستعطينا طالبًا المساعدة فردت عليه امي قائلة إننا فقراء ولا نملك شيئًا واقترحت عليه أن تعطيه رغيف خبز ساخنًا فهزّ رأسه موافقًا.. وضع رغيف الخبز في جيبه وانطلق غير ناظر إلى الوراء. تأملته وهو يمضي غير عابئ بما وراءه، انتابتني حالة قاتلة من الحزن فتوجهت إلى اوراقي واقلامي ابثها ما شعرت به من حزن والم.. لكن على لسان ذلك الشخص الفقير. كانت تلك اول قصة كتبتها في حياتي. بعدها مررت بفترة اعتبرتها تمرينًا على الكتابة تواصلت مدة ثلاثة اعوام.. في عام 1968 كتبت قصتي الحقيقية الاولى.. ونشرت آنذاك كما يعلم الكثيرون في مجلة "الجديد" الحيفاوية. في طفولتي كنت وما زلت في كهولتي عاشقًا مُحبًا للكتاب. لهذا اعتقدت دائمًا وما زلت اعتقد أن محبة الانسان للكتاب تعني في بعض من جوانبها غرامه بالكتابة. وان في داخل كل قارئ جاد مشروع لكاتب رائع. حبي للقراءة كان المشجع الاول على الكتابة. لم يشجعني احد. انا من شجعت نفسي. وقد ترسّخ لدي منذ البداية أن الانسان هو من يُشجع نفسه وأن تشجيع الآخرين ما هو الا تتميم معاملة.

- ما هي مواضيع كتاباتك من البداية حتى الآن؟!

* امس كنت اتناقش مع صديق مثقف. قلت له إنني احب الكتابات الاجتماعية. فحاول اقناعي بان الكتابات السياسية اهم. بعيدًا عن تفاصيل ذاك النقاش اقول اعرف ان السياسة يمكن أن تدخل في كل تفاصيل حياتنا. إلا أنني أرى انه يوجد هناك الكثير من الفرق بين السياسة والابداع الادبي وقد اختصرت هذا الفرق بما مفاده أن الادب استراتيجية ورؤية في حين أن السياسة تكتيك وتخطيط وشتان ما بين الامرين. منذ كتاباتي الاولى كما قد تلاحظين ركزت على الجوانب الاجتماعية في الحياة ولم اكتب القصة السياسية بالمرة علمًا أن كل من قرأ قصصي لمس البعد السياسي الذي حضر ربما دون وعي مني. أنا مؤمن أن التقدم الاجتماعي هو الاهم واننا عندما نتقدم اجتماعيًا لا بد أن نتقدم سياسيًا لأن الانجاز السياسي في حالة التقدم الاجتماعي سيكون تحصيل حاصل. لقد دفعت مقابل اختياراتي الادبية الواعية ثمنًا غاليًا تمثّل في عدم وصول كتاباتي إلى آفاق واسعة من القراء. وقد كنت اعرف منذ البداية انه بإمكاني أن انضم إلى هذا الحزب السياسي او ذاك فأعرف أكثر وتنتشر كتاباتي اكثر.. إلا أنني فضلت أن اكسب استقلاليتي حتى لو كان مقابل ذلك محدودية الانتشار الذي يسعى إليه الجميع. لست نادمًا على اختياري هذا ولديّ شعورٌ أنني سأقرأ كما حلمت في المستقبل.. يسرني أن أقول إن العديد من اعمالي الادبية ترجم إلى لغات اخرى وادخل في مناهج التدريس المقررة. . وفي هذا السياق اذكر ان مترجم كتابي القصصي "النبي المهجّر"، إلى الانجليزية اخبرني أن الكتاب يدرّس حاليًا في خمس او ست جامعات امريكية.

- هل استعنت بشيء معيّن حلال كتاباتك ؟ (كتب، اشخاص، مؤسسات...)

* في طفولتي كنت اتصور الجنة مكتبة. وحتى هذه الايام ما زلت أرى أن الكتاب هو اجمل ما في حياتي واكثر ما حببني بهذه الحياة. القصص الشعبية في الطفولة والكتب في مرحلة تالية من مراحل العمر الاولى كانت هي مدرستي. وما زلت حتى هذه الايام طالبًا مُجدًا في عالم الكتب. بالنسبة لتشجيع الاشخاص اقول إن الكثيرين شجعوني عندما رأوا اهتمامي الشديد بالكتاب وعالمه ولمسوه بأيديهم تقريبًا، وقد انطبق عليّ فيما يتعلق بمسألة تشجيع الناس هذا ما قاله بول كويليو في روايته "الكيميائي"، ومفاده اننا عندما نريد شيئًا من اعماق قلوبنا فإن العالم كله سيتآمر معنا لنحققه وننعم به. هذا القول منقول بتصرف عن الكتاب المقدس/ الانجيل لا سيما عندما يذكر الايمان الحقيقي وحبة الخردل.. وهو ما يزيد في قيمته. فيما يتعلّق بالمؤسسات وتشجيعها اعترف أنني لم اسع إليها لعلمي انها "لن تعطيني نعجتها إلا لتأخذ مني الثور والجملا"، كما اشار ابو العلاء المعري في قول شعري آسر. لقد فضلت أن اربح نفسي على أن اكون تابعًا لهذه المؤسسة او تلك. لقد ولدت حرًا ومستقلًا وسوف ابقى كذلك إلى آخر يوم لي على هذه الارض. التشجيع الحقيقي يأتي باختصار من داخل صاحبه اولًا وقبل كل شيء. ولا يأتي من الخارج بالضرورة.

- لمن كنت تقرأ في بداية مسيرتك ؟ اي من الشعراء/ كتاب / نقاد كنت تقرأ؟

* لم تكن في طفولتي كتب. وكثيرًا ما كنت أعثر على هذا الكتاب او ذاك مُلقىً في هذا الشارع او سواه. فكنت اطير به إلى البيت لأقرأه بنهم. ذات يوم أهداني بائع فلافل كتابًا شبه ممزق اكتشفت فيما بعد بمساعدة مدرس اللغة العربية الاستاذ محمود كناعنة رحمه الله انه كتاب "مثالب الوزيرين" لابي حيان التوحيدي، فقرأته قبل أن أعرف من هو مؤلفه وقد اذهلني وادخلني في مطارحة غرامية ثقافية من نوع رائع مع صاحبه ما زالت دماؤها تجري في عروقي حتى هذا اليوم. واذكر بالمناسبة انني كرّست مجموعة شعرية كاملة لابي حيان التوحيدي حملت عنوان "قصائد الى ابي حيان التوحيدي"، وقد صدرت في اوائل الثمانينيات ضمن منشورات جامعة حيفا. بعد أن دخلت المدرسة مباشرة تقريبًا تعرّفت على الكاتب المصري العربي كامل كيلاني، فانبهرت به وبكتاباته وما زلت حتى هذه الايام اعتبره الرائد الاول والحقيقي لأدب الاطفال في ادبنا العربي المعاصر. كان هذا قبل عام 67 وقد اكتشفت في تلكم الفترة مكتبةً عامةً عامرةً في مجلس عمال الناصرة على اسم فرانك سيناترا، فأقمت فيها سنوات، اقرأ في مختلف الضروب الثقافية، في الفلسفة، الموسيقى والعلوم المختلفة. واذكر أنني قرأت في هذه الفترة المئات من الروايات الاجنبية المترجمة إلى اللغة العربية. بعد عام 67 انفتحنا على العالم العربي المحيط بنا فتدفقت علينا الكتب لتزيدنا علمًا. وقد كتبت عن هذا الانفتاح في كتابي " حياض غثيم- سيرة ذاتية من خلال آخرين". وبإمكانك العودة اليه للتوسع.

- هل كنت تقرأ مواضيع معينه حيث كانت تقربك من الكتابة اكثر؟ ما هي؟

* قرأت في معظم المواضيع كما قلت لك.. اذا لم يكن في كلها. كنت في تلك الفترة نهمًا شديد النهم للكتاب وعوالمه الرحيبة. بيد أن القراءات الاساسية انصبت منذ البداية على الفن القصصي والروائي. صحيح انني قرأت الكثير في الشعر وعنه، إلا أن قراءتي الاساسية تمحورت في فن السرد. اعتقد أن هذا يعود إلى ثقافتي الاولى في القصة الشعبية. فقد بهرتني هذه الحكاية وما زلت مبهورًا بها حتى هذه الايام. مؤكد ان قراءاتي هذه قرّبتني من الكتابة.. لا سيما قراءتي المتجددة دائمًا للسفر الادبي الرائع "الف ليلة وليلة" وللكتب المقدسة كلها.

- كيف تقبّل المجتمع والعائلة موضوع كتابتك (في بداية مشوارك)؟

* قلت في اكثر من مقابلة وكتابة إنني نبتت في صحراء وانني اشبه ما اكون بنخلة نبتت من نواة القى بها مسافرٌ لاهٍ في عرض الصحراء وسمقت دون ري اوماء. لقد شققت طريقي بأظافري، مشيت على الاشواك وما زلت وسوف اواصل إلى ما لا نهاية. فقد وقر لدي انني صاحب رسالة وعلي ان امضي في طريق ادائي لها متحديًا كل العقبات والمصاعب. كان اهلي مهتمين بتوفير المطالب الاولية لنا. ولم يكن بإمكان احد أن يهتم بالآخر. حتى أن أمي رحمها الله عندما لاحظت مدى اهتمامي بالكتاب سألتني عن السبب فقلت لها اريد أن اكون كاتبًا، عادت تسألني عمّا اذا كنت اريد ان اكون كاتب عرض حال اساعد الاميين في كتابة رسائلهم، فقلت لها لا أنا أريد أن اكتب القصص عنك وعن عذابات كل ابناء الاسرة. فقالت والله ما انا فاهمة بس على الله يطلع من بيت المطبلين مزمر. عندما عُرفتُ كاتبًا واصبح اسمي يتردّد في المحافل العامة والخاصة زهت امي بي وارسلت نحوي نظرة ذات معنى مفادها.. الآن عرفت ماذا عنيت عندما قلت انك تريد ان تكون كاتبًا.. انني فخورة بك.

- اول كتابة لك نشرت في مجلة "الجديد" الحيفاوية. كيف تم هذا؟

* كان عنوان تلك القصة " الكلمة الاخيرة"، وكتبتها عن مدينتي، امي وحبيبتي، عبّرت فيها عن مشاعر وجلة بالمحبة لكل هؤلاء، بعد الفراغ منها شعرت أنني كتبت ما يستحق القراءة والبقاء، فأرسلتها إلى مجلة الجديد التي كانت آنذاك تصدر في حيفا ويحررها الشاعر سميح القاسم الذي سيغدو فيما بعد صديقًا غاليًا واعتز به وبصداقتي له، وفوجئت في العدد التالي بقصتي تنشر في موقع محترم من المجلة، عندها حملت المجلة وطرت إلى امي لأريها اياها.. فابتسمت دون ان ترد. كانت تلك القصة الاولى الحقيقية لي وقد مثّل نشرُها ذاك تحديًا ما زلت اعيشه كل ليلة وكل يوم واكاد اقول كل دقيقة وكل ساعة. فقد اشعرني نشرُ القاسم لتلك القصة انني اضحيتُ كاتبًا وانني ينبغي ان اتحمّل المسؤولية كاملة.. منذ ذلك العام حتى هذه الايام بإمكاني أن أقول إنني لا انام الا حينما يهدني التعب وتملؤني القراءة. يهمني أن اقول إن تلك القصة انطلقت من مشاعر انسانية صرفة لولد مهجر. وانها مثلت الانطلاقة لمفهومي القائم على العمق الانساني في كتابتي القصصية. وما زلت سائرًا على هدي تلك القصة وسأبقى. الكتابة باختصار تحولت مع مضي الايام الى قدر لا فرار منه إلا اليه. علمًا أنني لم أعد نشر قصتي الاولى تلك في كتاب.. حتى الآن.

- من أين استوحيت كتاباتك؟

* من الحياة بالطبع. فقد قُيّض لي أن أعيش واقعًا اشبه ما يكون بالخيال. في كل مكان حولي كنت اواجه قصة جديرة بالكتابة، بيد انني لم اتنازل ولا في اي من كتاباتي عن عنصر التخييل الذي يجعل العمل الابداعي ابداعيًا.. مهما استمد مادته من الواقع اليومي المعيش.. انني الآن وانا في هذا العمر المتقدم نوعًا ما في السنوات، الشباب إلى حد بعيد في المشاعر والاحاسيس، انظر إلى الوراء فأرى حياتي مجموعة من القص كل منها تأخذ بيد الاخرى وتمضي في طريقها باتجاه قصة في ظهر الغيب تريد الحضور بأسرع ما يمكن من وقت.

- هل ابطال القصص هي انعكاس لواقعك ام متخيلة؟

* ابطال قصصي يولدون من رحم الواقع ويشبّون في عالم الخيال.. اذ لا كتابة قصصية او شعرية.. وانا بالمناسبة شاعر أيضًا ، بدون خيال او تخييل، ولعلها مناسبة لأن اوضح أن من ينقل عن الواقع هو الصحفي وان مهمة الكاتب المبدع أن يعيد صياغة الواقع بعد وعيه به وامتلاكه له جماليًا.. أضيفي إلى هذا انني مؤمن أن التجربة الانسانية العميقة تختلف كثيرًا عن المُشاهدة التي يتصف بها الكثيرون. أنا كاتب يمر على الاشياء بعمق وتأمل ولا أمر عنها مرور الكرام.

- ماذا يميز قصصك عن باقي قصص الآخرين؟

*هذا السؤال يطرح قضية الاصالة والتجديد بكل ثقلها. ما يميز قصصي عن قصص سواي هو أن قصصي لها مساحتُها الخاصة بها كابن لعائلة من المهجرين. وأنها تنطلق من رؤية صادقة جدا. اؤكد اننا كلما كنا نحن بصدق وعمق كنا مميزين.. وأن التميّز لا يُقصد وإنما ينبع من اعماق رؤيتنا وفهمنا للعالم ولأشيائه المحيطة بنا. تريد أن تكون مميزًا باختصار؟ كن انت.. انت بكل ما لديك من صدق وعمق.

- ماذا تعني لك "سيرين" ؟

* إنها طفلة باكية في الخيال. احاول دائمًا أن أزيل دمعتها لكن دون ان افلح. طوال عمري وأنا احاول أن ابعث الفرحة الهاربة في عروقها.. وسوف اتابع إلى اليوم الاخير.. إنها مسقط راس الاحباء وهي مرابع الطفولة المتخيلة.. إنها جذوري وعالمي.

- ماذا تعني لك "الناصرة" ؟

* لأقل لك بداية إنني أحد العشاق المغرمين بهذه البلدة. انا لم اطلع منها ولم اغادرها طوال ايام عمري. ولي جملة اعتقد انها باتت معروفة هي:" انني صغرّت العالم حتى اصبح الناصرة وكبّرت الناصرة حتى اضحت العالم". الناصرة بالنسبة لي كما قال ناقد صديق تعتبر المكان البديل لسيرين الخالدة. كثيرًا ما قلت لمن التقيت بهم من ناس وطلاب إن العالِم الاغريقي القديم ارخميدس عندما سئل أين مركز الارض أجاب سائله هنا حيث اقف، وأنا لو سألني احدهم مثل هذا السؤال لأجبته هنا مركز الارض حيث اقيم في الناصرة. الناصرة بالنسبة لي ليست الطرقات والبيوت وإنما هي تاريخي الوجداني بكل ما حفل به من محبة وأمل. في كل من شوارعها واماكنها الخفية توجد ذكرى ومحبة. هي باختصار عالمي كله ولا اتصور العالم بدونها.. إلا خرابًا. وهي تقيم فيّ اكثر بكثير مما اقيم فيها.

- ما هو عدد قصصك التي كتبت حتى الآن؟

* لا اعرف. كتبت القصص طوال حياتي. ما يمكنني أن اقوله حاليًا هو أنني كلما جلست إلى حاسوبي لأكتب قصصي اشعر أنها المرة الاولى التي اكتب فيها.. وكأنما انا كاتب ما زال يتلمس طريقه نحو القصة الاحلى والاجمل التي لما يكتبها بعد.

- الراوي في القصص التي كتبت هي بلغة المتكلم "الانا"، لماذا؟

* هذا الكلام ليس دقيقًا فقد كتبت بمختلف الضمائر (قد يكون ابرزها المضارع)، كما كتبت بمختلف الاساليب بدءًا من اسلوب الحوار مرورًا بأسلوب السرد العادي انتهاء بأسلوب الرسالة. وقد وصفني الناقد الصديق الدكتور نبيه القاسم بأنني كاتب تجريبي وانا اعتز بانني كاتب تجريبي. اما فيما يتعلّق بضمير الانا فهذا يعود إلى سببين احدهما انه الضمير الاكثر حميمية والآخر انني عشت جرحًا ما زال مفتوحًا وسيبقى.. هو جرح التهجير القسري من سيرين الحبيبة.

 

حاورته: مي عودة

 

 

في المثقف اليوم