حوارات عامة

أبو الحسن الجمال يحاور د. رجب عبد المولى حول ودور مدرسة التاريخ

3094 رجب عبد المولىعرفت الأستاذ الدكتور رجب علي عبد المولي العميد السابق لكلية الآداب بجامعة المنيا، ورئيس قسم التاريخ بها، منذ ربع قرن حينما كان معيداً في كلية الآداب جامعة المنيا،  وكنت في السنة الأولى بالكلية وحضرت أول مناقشة لرسالة علمية في حياتي عام 1994، وكانت رسالته للماجستير التي أعدها تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمود حلمي مصطفى أستاذ التاريخ الحديث بآداب المنيا والعميد الأسبق لكلية الآداب بسوهاج جامعة أسيوط في هذا التوقيت، وكان عنوان الرسالة "قضايا الصعيد أمام البرلمان المصري من 1924-1952"، وسعدت برؤية الأساتذة الكبار الذين قاموا بمناقشة الرسالة وهما: الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة الزقازيق، والأستاذ الدكتور شوقي عطالله الجمل أستاذ التاريخ الحديث بمعهد الدراسات الأفريقية، وحصل عليها بتقدير ممتاز.

ثم واصل الدكتور رجب  دراسته العليا بعد ذلك فذهب إلى فرنسا في مهمة علمية استغرقت عامين، لجمع مادة رسالة الدكتوراه وهي بعنوان "الجامعة العربية ودورها في مساندة قضايا العرب السياسية في الفترة من 1945- 1967"، بإشراف الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة حلوان، وحصل عليها عام 2000 بمرتبة الشرف الأولى ثم واصل أبحاثه العلمية التي أضافت إلى المكتبة التاريخية الحديث بما اكتسبه من خبرات مختلفة في مصر وفرنسا والبلاد التي عمل بها مثل الجماهيرية الليبية، وقد سعدت بالتواصل المباشر معه منذ خمس سنوات نلتقي ونتجاذب أطراف الحديث معه في قضايا تاريخية وفكرية عديدة، ثم أردت أن نقترب منه أكثر في حوار صحفي يجمع أحاديث الذكريات مناقشة بعض القضايا كدور مدرسة جامعة المنيا في التاريخ وعطائها في هذا المجال.

*حدثني عن نشأتك وتعلمك قبل الفترة الجامعية وأثرها على مسيرتك العلمية بعد ذلك؟

- من مواليد قرية البهنسا مركز بني مزار محافظة المنيا انتمي لأسرة متوسطة الحال تعلمت في كتاب القرية على يد شيوخ افاضل منهم المرحوم الشيخ مصطفى فتح الباب ثم التحقت بالمدرسة الابتدائية بالبهنسا وبالمدرسة الاعدادية بصندفا وهي مدرسة غطاس بباوي الاعدادية وبعد إتمام المرحلة الاعدادية التحقت بالمدرسة الثانوية ببني مزار وفي خلال المرحلتين الابتدائية والإعدادية كنت متفوقا دراسيا وكان بهاتين المرحلتين.

* الدوافع التي جعلتك تختار مجال التاريخ وقدوتك في هذا المجال وتأثير اساتذتك ومن هم؟

- أساتذة عظام اذكر منهم الأستاذ أحمد حاكم مدرس اللغة العربية، والأستاذ مرسي رجب مدرس المواد الاجتماعية، وغيرهما الكثير من الأفاضل، وبعد إتمام المرحلة الثانوية التحقت بكلية الآداب بجامعة المنيا، ومنذ اليوم الأول بالتحاقي بالجامعة والتحاقي بقسم التاريخ وضعت نصب عيني التفوق والنجاح في هذا القسم؛ لأني محب التاريخ، وكان فضل الله علينا عظيماً، فقد عينت معيداً في العام ١٩٨٩، وكان التعيين في قسم التاريخ من الصعوبة أن تحصل على تقدير جيد جداً في هذه الأيام.

بعد ذلك حصلت على الماجستير بتقدير ممتاز، وكان المشرف المرحوم الاستاذ الدكتور محمود حلمي مصطفى، والمناقشين الاستاذ الدكتور رأفت الشيخ، والمرحوم الأستاذ الدكتور شوقي الجمل، ثم سافرت الي فرنسا عام ١٩٩٧ لجمع المادة العلمية الخاصة برسالة الدكتوراه وعدت في عام ١٩٩٩، وناقشت الدكتوراه وحصلت عليها بتقدير مرتبة الشرف الأولى، وكان المشرف عليها الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي، والمناقشين الأستاذ الدكتور جاد طه، والأستاذ الدكتور محمد عبد الرؤوف.

* ما الدوافع التي جعلتك تختار مجال التاريخ كتخصص رفيع ومن قدوتك في هذا المجال؟

- هناك مجموعة من الدوافع جعلتني اختار مجال التاريخ، أولها أستاذ المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية، ثم الموضوعات التي كانت تحتويها الكتب التاريخية التي كانت تتحدث عن الوطنية ومقاومة الاحتلال بأنواعه، وقدوتي في هذا المجال كان المرحوم الاستاذ الدكتور محمود متولي -رحمه الله-، والأستاذة الدكتورة عفاف صبره، والمرحوم الاستاذ الدكتور محمود حلمي مصطفى، وأيضا المؤرخ الكبير الاستاذ الدكتور عاصم الدسوقي.

*حدثني عن رسالتك للماجستير والدكتوراه وهل طبعا ومن المشرف؟

- رسالتي للماجستير كانت بعنوان "قضايا الصعيد في البرلمان المصري ١٩٢٤ وحتى عام ١٩٥٢"، وهي هي نفس المشكلات التي يعاني منها أهالي الصعيد حتى الآن؛ من مشكلات صحية وأمنية واقتصادية وتعليمية وغيرها من المشكلات كالمواصلات والسكك الحديدية، أما الدكتوراه فكانت بعنوان "الجامعة العربية ودورها في مساندة قضايا العرب السياسية في الفترة ١٩٤٥ وحتى العام ١٩٦٧"، مشرف الماجستير كان استاذي المرحوم الدكتور محمود حلمي مصطفى ومشرف الدكتوراه كان الاستاذ الدكتور عاصم الدسوقي.

* جهودك في مجال التاريخ عموما والحديث والمعاصر على وجه الخصوص؟

- أما عن الجهود في مجال التاريخ فإن مهموم بالقضايا والمشكلات القومية والعربية ومنها موقف الجامعة العربية ودورها مواجهة الاستعمار الفرنسي لحصول لبنان وسوريا على استقلالهما، وأيضا دور المرأة الليبية في مواجهة الاستعمار الإيطالي، وأيضا دور المناضل عبد الرحمن عزام في مساندة النضال العربي ضد الاستعمار من خلال مذكراته الشخصية كمصدر من مصادر التاريخ المعاصر، وأيضا الجامعة العربية ودورها في مواجهة الاطماع الإيرانية في الخليج العربي، وأيضا دور محمد صالح حرب في مساعدة حركة المقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، وأيضا كتبت عن الشواشيد وهم الجواسيس ودورهم في الحرب الإيطالية الليبية إبان فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا، وأيضا المناضل سليمان الباروني ودوره في الحياة السياسية الليبية وأيضا الاعتداءات الإسرائيلية على المياه العربية ببلاد الشام"، وأيضا المساعدات الاقتصادية الخارجية ودورها في استمرار حركة المقاومة الليبية ضد الطليان، وأيضا نواب المنيا في البرلمان المصري ١٩٢٤ وحتى العام ١٩٥٢.

وقد قمت بعمل ندوتين أثناء تولية قسم التاريخ، كما أشرفت على العديد من الاطروحات الخاصة بالماجستير والدكتوراه، وناقشت أيضا أطروحات للماجستير والدكتوراه في جامعات جنوب الوادي وأسوان ودمياط والقاهرة والإسماعيلية والأزهر بأسيوط، وشاركت في إعداد اللوائح بقسم التاريخ جامعة عمر المختار فرع درنة ولوائح كليات جامعة المنيا والانشغال بالمناصب يبعدك كثيراً ولو لفترة عن العلم وخاصة الفترة الماضية فترة كورونا والتاريخ ليست كتابة السلام لأنه يحتاج إلى وثائق.

* دور مدرسة جامعة المنيا في مجال التاريخ؟

- أما عن دور مدرسة جامعة المنيا في مجال التاريخ فهي مدرسة متميزة وفريدة ومتنوعة بين المدارس التاريخية في جامعات مصر بما ضمته من أساتذة وعلماء تميزوا بتنوع أفكارهم وموضوعاتهم التي خدمت القضايا الوطنية والعربية .

 

حوارك أبو الحسن الجمال – كاتب ومؤرخ من مصر

 

في المثقف اليوم